يوم التأسيس مناسبة وطنية نعتز بها ونفتخر كونها مناسبة نستذكر فيها ماضينا المجيد بكل ما فيه من القوة والشجاعة والإقدام وخوض المصاعب من أجل أن يكون لنا وطننا هذا الذي نعيش فيه ونرفل في خيراته، فاليوم الذي نحتفي به تأسست فيه الدولة السعودية المباركة التي بنيت على أسس قوية متينة مازالت حتى اليوم، فالبنيان المرصوص الذي تم بناؤه مازلنا حتى يومنا نبني عليه ونطوره ونتطلع لمستقبله بكل تفاؤل.

مملكتنا الحبيبة التي تأسست قبل ثلاثمئة عام لم تكن لتستمر لولا توفيق المولى عز وجل ثم بعزيمة الرجال الذين كانت لديهم رؤية طموحة لبناء وطن يعمه الأمن والأمان والرخاء، كانت رؤية صائبة كما هي رؤية وطننا في يومنا هذا، رؤية تعيش الحاضر وتستشرف المستقبل وتعمل على رفعة الوطن وعزته ومنعته، فنحن شعب يربط الحاضر بالماضي ويتطلع إلى المستقبل، وكلنا فخر أن قيادتنا تقودنا بخطى واثقة من أجل أن تكون مملكتنا في مقدمة الأوطان، فكما كانت القيادة في الدولة السعودية الأولى هي من طوّعت الظروف، رغم صعوبتها، وبَنَت دولة مترامية الأطراف في زمن بالغ الصعوبة وقلة الإمكانيات بعزيمة ورؤية واضحة، أرادت أن تبني وطناً وتقيم دولة على أسس الحق والعدل كما هو حالنا اليوم، فأساس بناء الدولة السعودية أساس متين راسخ واستمرارها دليل على قوته، فالدولة السعودية قامت من أجل أن تستمر، واستمراريتها لم تكن وليدة الصدفة، إنما كانت لوجود العوامل التي تقوم عليها الدول من الحق والعدل والأمن والاستقرار والارتباط الوثيق بين القيادة والشعب، فالقيادة تعمل من أجل أن يعيش المواطن في خير مستمر وأمن مقيم، هذا الأمر لم ينقطع ولن ينقطع كونه أساس لا يمس وأمر وجودي لا يمكن إلا أن يكون.

الاحتفاء بيوم التأسيس والفرحة العامرة به يجسدان أننا في وطن متلاحم لا يمكن لكائن من كان أن ينال من وحدته الوطنية والحب المتبادل بين القيادة والشعب، وهو أمر لا نجده في كثير من الدول، بل هو سمة سعودية بامتياز.