نعلم أن الحياة لا تقف على هجر حبيب، ولا على فقدان غالٍ، ولكننا -للأسف- نتعامل كل مرة كما لو كانت الحياة سوف تنتهي حينما نخسر فرصة وظيفية! أو حتى حينما لا نحصل على ما نتمناه!

أعلم أن ما أقول بديهي! وليس جديداً، ولكنني حتى أنا أقع في هذا الشَرك مرات متكررة وبدرجات مختلفة، ولا أعرف لماذا! لكنها فرصة لتذكيري وتذكير أحبائي بأن الحياة أكبر من كل شيء، وأن فرصها متعددة ومتكررة، ولا تتوقف أبداً.

ومن ذلك شعوري دوماً بضآلة تلكم المشكلات والتحديات التي مررت بها قبل سنوات، والتي كنت أجزم حينها أنها معضلات ضخمة، ولا يمكن تجاوزها، وأنني لن أتقدم في حياتي قبل تجاوزها، لكنني اكتشفت بعد حين أن الحياة تمضي، وأنني تجاوزتها بكل سهولة، بل كان بعضها سبباً لخروجي من مناطق الراحة، إلى منطقة تعلّم جديدة، وبالتالي أتاحت لي فرصاً جديدة لم أكن أفكر بها سابقاً، وصرت أحمد الله أنني واجهت تلكم التحديات واصطدمت بتلك العقبات!

نعم، بعض الأشخاص أو الأشياء لا يمكن تعويضها، نعم، بعض اللحظات الخالدة والنجاحات الاستثنائية لا يمكن تكررها، ولكنها سنّة الحياة، وبها تمضي الأيام وتختلف، وبتلك التغيرات والمنعطفات تقابل أشخاصاً آخرين وتعيش تجارب جديدة -وأيضاً- مثيرة.

الحياة واسعة، وكل يوم تفتح مسارات وفرصاً أوسع، وكلما أغلق باب فتحت أبواب أكثر، لكن كل ذلك يعتمد على فكرك أنت، وعلى نظرتك للحياة، ومستقبلها، ومدى تقبلك للتغيير والانفتاح نحو التجديد في حياتك، ومدى قدرتك الإيجابية على قلب ما تواجهه ليكون فرصة للتقدم وليس للتوقف.

كنت مؤمناً أن التخطيط الدقيق يقود إلى النجاح المهني مثلاً، وهذا أدى إلى تقليص خياراتي، لكنني أدركت مبكراً أن الحياة أوسع من أن تحصرها في خيارات ضيقة، وهذا ما جعلني أُمسي منفتحاً على خيارات أوسع مما كنت أفكر سابقاً، مما أدى إلى تضاعف الخيارات والمسارات، وبالتالي تعدد الخطط البديلة، ثم مراكمة النجاح، والتقدم الوظيفي.

الحياة أوسع من أن نحصرها فيما نسمع أو نشاهد، الحياة أوسع من تصورنا مهما كان منفتحاً ومتقدماً! فلكل شيء خيارات معروفة، وكذلك خيارات بديلة، قد تكون غير معهودة أو مجهولة! فكّر بجراءة وشجاعة فقط، وحتماً سوف تجدها أوسع مما تتوقع.

حياتنا دوماً تمضي نحو الأمام، ولا يفوز بلذة ثمرتها إلا من يمضي معها، ولا يتوقف لأجل شخص أو حدث، أو حتى موقف! الحياة أوسع من كل شيء.