من السهل معرفة الخلل، وتحديد المشكلة، ولكن التحدي دائمًا في التعامل معها، ما يواجه العالم الآن، حكومات ومؤسسات وشركات وأفرادًا، هو صعوبة الوصول للحلول.
الأفكار كثيرة، والتنظير أكثر، والمقترحات الأولية أيضًا؛ لكن الاحتياج الأكثر لما يعرف بـ"محلل المشكلات"، أو ما يمكن وصفه عاميًا: "حلّال مشاكل"، من يحلل ويحل ويواجه التحديات.
باختصار.. هو مفكر لديه سعة معرفة، يكون تركيزه بالضرورة على المشكلة وتشخيصها من خلال الظروف والمعطيات؛ للوصول لأفضل الحلول وفق الإمكانيات المتاحة، ولديه القدرة على تحييد العاطفة، وتقديم الأفكار العقلانية بمنأى عن كل شيء.
وعلى الرغم من أن الحدس يعتبر شيئًا عاطفيًا، فإنه مهم للوصول للحل، من خلال الممازجة مع المنطق، بما يضمن عدم الانحياز التام، حيث تتسع المعادلة مع الخبرة والتجارب، وتفرز المحللين وقدراتهم.
هناك أشياء ضرورية للبدء بالحل، كالفهم الشامل للمشكلة والموضوعية وتحديد العقبات والفرص، ولكن ماذا يفعل المحللون للوصول إلى أفضل النتائج؟
هذه بعض الخصائص العامة للمحللين الجيدين، وفق بعض المصادر:
عدم الصواب دائمًا: التركيز على إيجاد الحل الأنسب، بعيدًا عن إثبات أن رأيهم هو الصحيح.
التغاضي عن آرائهم الخاصة: تجاوز طريقة التفكير الذاتية، وفتح الاحتمالات لطرق تفكير جديدة، للوصول إلى خيارات مختلفة.
البحث عن الفرصة داخل المشكلة: رؤية المشكلات كتحديات، ومحاولة التعلم منها.
إدراك الفرق بين التفكير المعقد والبسيط: استيعاب الاحتياج لسلك الطرق الشائكة، أو الإسراع للحل عبر الطرق المختصرة.
استيعاب ماهية المشكلة: القدرة على تحديد المشكلة بشكل محدد وواضح.
التواصل الفعال: معرفة طرق التواصل والتفاعل مع الناس، وإيجاد حلول وسط تناسب الجميع.
التفكير بالآخرين: تفهم كون حل المشكلة لا يمكن أن يتسبب في مشكلات للآخرين. المحللون الجيدون يخلقون حلولاً عادلة، ويبذلون جهدًا لعدم إلحاق الضرر بالآخرين من أجل مصالحهم الشخصية.
تقديم الوقاية أولاً: امتلاك المهارات اللازمة لمنع حدوث المشكلات من الأساس، ما أمكن. وإشاعة التفكير الإيجابي والطاقة الإنتاجية للجميع.
معرفة الخيارات: سرد مجموعة من الحلول لأي مشكلة، وإيجاد طرق جديدة وفعالة للتعامل مع المشكلات الحديثة متى ما طرأت، بالإضافة إلى الخطط البديلة، في حال إخفاق الحلول الأولية.
إدارة التوقعات: بناء التوقعات المناسبة والمنطقية حول ما يمكن أن تكون عليه الحلول النهائية.
هذه مواصفات عامة وأساسية، ولكن تبقى المهارات الخاصة والفوارق الفردية التي يتميز بها البعض عن الآخرين. كما أن لكل مشكلة سياقاتها، ما يوجب التنبه إلى أن هناك دائمًا طرقًا جديدة لكل شيء؛ مهما بدا الأمر بدهيًا. والسلام..
التعليقات