"ستكون السعودية هي مركز كرة القدم خلال السنين العشر المقبلة".. كل شيء عالمي يشير إلى ذلك من تصفيات ولقاءات وتنظيمات عالمية كبرى متتالية خلال السنين العشر المقبلة بتجمعات ومنافسات تم الإعلان عنها وتوثيقها لتكون منتهية بكأس العالم 2034 حيث تستضيف المونديال الكبير، غير أن الواقع الجاري يشدد على أنها محط أنظار الملايين من عشاق اللعبة في جميع أنحاء المعمورة في ظل استقطابها لمجموعة من أفضل نجوم المستديرة غير أن منافستها المحلية باتت من المتميزة والمتابعة عالميا.. ناهيك أننا الآن في خضمّ بطولة العالم للأندية التي تستضيفها مدينة جدة السعودية عبر فريقها الكبير الاتحاد.
دون أي جدال نحن في عصر كرة القدم، كان هناك عصر الصناعة وتلتها التقنية.. ولكن الزمن الجاري كروي بكل معنى الكلمة، زمن لا صوت يعلو فيه على صوت كرة القدم.. الكل يتحدث عن تلك المستديرة ليسمعها القاصي قبل الداني.. بطولاتها الكبرى تشاهد وتتابع بأرقام مليونية كبرى، في كل بلد وخلال أي زمن.. توقيتها هو المتحكم وأبطالها هم الأشهر وجوائزها الأعلى.. تتابعها عيون ملايين البشر بأفضل التقنيات لأنها الاستثمار الأكثر للقنوات التلفزيونية.. بل إن كثيراً منها جعلت منها الرئيسة وجلبت أفضل أسمائها ومحلليها لكي تكون الأكثر حضوراً.
لقد أصبحت ثقافة استثنائية تمثل جانباً حياتياً مهماً تتجاوز أخبار السياسة والاقتصاد بل إنها في أحايين كثيرة تتحكم بهم.. سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وتركت الصحف والمجلات تلاحقها كي تجد فيها تعويضاً عن خسائرها.. لم تعد محصورة بالمستطيل الأخضر قفزت بعيداً إلى حد التشجيع الجنوني، وباتت نشاطاً اقتصادياً لا يضاهى.. كل المستفيدين منها يتدارسون في كل لحظة كيف يزيدون من ألقها ومكاسبها.
كرة القدم.. جانب استثماري ترفيهي مهم.. تسير بخطى ثابتة كمنظومة كبرى لها أطقمها الاقتصادية والفنية والإدارية والإعلامية.. لتصبح غذاء يشبع الشغف.. شغف تجاوز المفهوم الاقتصادي والمجتمعي.. لتكون مصدراً من مصادر السعادة.
نعيش فتنتها ولا ننكر هنا أن هناك ظواهر سلبية محدودة تفرزها كرة القدم لكن كثيرين يرون ذلك ضرورياً لشحذ التنافس الأرقى والأعلى، كونها أصبحت ركناً أساسياً من ثقافة المجتمعات البشرية في كل مكان.
كرة القدم لعبة جميلة راقية أحسن السعوديون التعامل معها رغم كل ما فيها من فرح وإحباط وجدل مستمر، وتعصب يصل في بعضه إنكار أفضلية الآخر، وعليه نتوقع أن تكون أفضلية مونديال 2034 على من سواه حدثاً لن يمحى من ذاكرة العالم "بإذن الله".
التعليقات