في إطار فعاليات موسم الرياض 2023، تم افتتاح "سوق الأولين" 2023 للزوار بداية من الأول من شهر ديسمبر الجاري، حيث يحاكي السوق الشعبي تراث ماضـي نجـد، حيـث العـديـد مــن العــروض الحماسية والفعاليات التي تعكـس الثقافة المحلية والمحال التي تبيع المنتجات التقليدية القديمة، في كل ركن وزاوية تتعرف فيها أكثر على هوية السوق النجدي القديم، وهو يعد حدثاً بارزاً، حيث يمثل حياة الناس قديماً وكيف كانوا يتعايشون مع بعضهم البعض في الأفراح والأتراح.
ويتناول السوق كيف كانت تقام الأعراس في الماضي الجميل وكيف كل شيء تغير من حولنا ولم تبقَ سوى ذكريات جميلة لزمن جميل، ومن الأشياء التي تشد الزوار في السوق هي المنطقة الجديدة والمميزة التي تجمع بين روعة التراث النجدي العريق وروعة العروض الحماسية والفعاليات المشوقة.
ويعد سوق الأولين المكان المثالي لمحبي المنتجات التقليدية، حيث تمكن الزوار من استكشاف جوهر السوق النجدي في كل ركن وزاوية منه، والدخول مجاناً لكن يتطلب من الزوار حجز التذاكر عبر الإنترنت.
حياة الأجداد
وفي سوق الأولين يتعرف الحضور خاصةً الشباب على الزمن الماضي الذي عايشه الأجداد وكيف كانت صعوبة الحياة بين الماضي والحاضر ومدى الرضا والقناعة التي عاشها أهلنا الأولين فكل منهم رضي بحياته مهما كانت وعاش سعيداً، وإحدى الفعاليات كانت عن كيف كان الأسر يجتمعون حول مائدة واحدة، وقد كان ما يتناولون من طعام لا يتعدى الصنف الواحد، وكانت حياتهم قائمة على الضروريات بعيداً الأشياء الاستهلاكية، واعتز الآباء والأجداد بزمنهم وبأيامه الماضية، وجسد السوق من خلال شخصياته كيف كانوا يعدونه ماضياً جميلاً من خلال ذكريات ومسيرة حياة الأولين.
فعاليات وتجارب
وأطلق سوق الأولين الذي يجمع فعاليات وتجارب متنوعة بطابع تراثي جميل العديد من الفعاليات ومنها
فعالية السوق التي تعد تجربـة فريـدة، ففـي كل زاويـة وركـن دكاكين متنوعـة، ما بين بهـارات ومشـالح وعطـور فواحـة كرائحـة البخـور النجدي الأصيل، وهناك فعالية دكان الصغيرين، الذي يحتوي على مجموعة متنوعة من الأنشطة، التي تشمل ورش العمل الفنية والألعاب التفاعلية وغيرها من الألعاب وهي مصممة خصيصاً لكي يستمتع الأطفال بأوقاتهم في سوق الأولين.
وتُعد تجربة فعالية "التحوال" مرعبة ومثيرة لزواج نجدي مستوحاة من التاريخ السعودي، حيث يعيش الزوار ليلة التحوال مع أم السعف والليف لكن بطريقة ما قد عايشوها من قبل.
وفي هذا السوق وجد كبار السن الألفة لكل ما يعرض فيه، وبدا عليهم كيف يحنون للماضي ليس لأنه أيقظ ذكرياتهم في حياتهم وحياة الآباء والأجداد فحسب، بل بسبب أنها لم تفسد متعتها "التكنولوجيا" التي عرفها الإنسان في العصر الحديث.
تطوير وتنظيم
وتعمل الهيئة العامة للترفيه منذ تأسيسها على مهمة تطوير وتنظيم قطاع الترفيه وتوفير خيارات ترفيهية نوعية وشاملة تثري تجربة الأفراد وترسم البهجة، وتحسن جودة الحياة، وتتماشى مع المعايير العالمية، تماشياً مع رؤية المملكة 2030، وقد أحسنت صنعاً في تنويع المبادرات والمهرجانات التي تتلاءم مع كل شرائح المجتمع من المواطنين والمقيمين وتناسب مستويات الدخل المختلفة، إضافةً إلى وجودها في جميع مناطق المملكة، وتوفير خيارات ترفيهية وعروض متاحة للجميع، مما يسهم في خلق فرص ترفيهية شاملة، إلى جانب إثراء تجربة الأفراد ورسم البهجة والوصول إليها من خلال مستويات الدخول المختلفة، وكذلك توفير الفرص للأسر والأصدقاء لتجربة الأنشطة المختلفة، وهذا بلا شك يسهم في تنمية اقتصادية وفرص وظيفية.
دعم الاقتصاد
تسعى الهيئة العامة للترفيه من خلالها إلى تطوير قطاع ترفيهي مستدام يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر دخله، ورفع الناتج المحلي الإجمالي، وتوليد الفرص الوظيفية للكوادر السعودية، إضافةً إلى دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة المحلية ورفع نسبة الاستثمارات الأجنبية.
وتعمل الهيئة إلى استحداث مفاهيم جديدة في الرفاهية والسعادة، من خلال مجموعة من البرامج والمبادرات الترفيهية التي تشمل مختلف الاهتمامات الفنية والرياضية ومجالات الألعاب والتسوق، ضمن أسلوب حياة متكامل يجعل من المملكة ووجهة عالمية قادرة على استقطاب محبي الترفيه والفعاليات المميزة، وقد قامت الهيئة العامة للترفيه خلال النصف الأول من العام الجاري 2023 بالترخيص لنحو 2736 فعالية، منها 898 فعالية ترفيهية، وأكثر من 602 عرض ترفيهي، كما شهدت المطاعم والمقاهي أيضاً نحو 896 عرضًا بمختلف المدن والمحافظات، مما أسهم في زيادة التراخيص بنسبة تتجاوز 35 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2022.
تراخيص وتصاريح
وخلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، بلغ عدد تراخيص مراكز الترفيه 57 ترخيصًا، إضافةً إلى 92 ترخيصًا لتنظيم وإدارة الحشود، و67 ترخيصًا لإدارة وتطوير المواهب الفنية، ما أدى إلى ازدياد وتيرة الترفيه وفعالياته بجميع أنحاء المملكة خلال الفترة الماضية، وضمن منجزات الهيئة العامة للترفيه، تم منح 93 ترخيصًا لتشغيل المرافق الترفيهية، إلى جانب 29 ترخيصًا لبيع تذاكر الأنشطة الترفيهية، وترخيصين لمدن الملاهي، وكانت الهيئة العامة للترفيه قد أتاحت الفرصة لاستصدار التراخيص والتصاريح المخصصة للفعاليات والعروض الترفيهية، إضافة إلى المرافق المتنوعة.
التعليقات