قبل أكثر من عشر سنوات قامت رابطة دوري المحترفين لكرة القدم والتي كانت تسمى آنذاك بـ»هيئة دوري المحترفين»، بابتعاث عدد من الشباب إلى بعض الجامعات الأوروبية المتخصصة في القطاع الرياضي، ودرسوا هناك برنامج ماجستير رياضياً، أذكر منهم عصام السحيباني وبدر الشمري.
وبعد أن تخرج بدر انضم للعمل في القطاع الرياضي عبر أحد الأندية السعودية، ومنها إلى إحدى الشركات الرياضية كرئيس تنفيذي، أما عصام فبعد أن تخرج من جامعة ليفربول اتجه إلى كوالالمبور ليتوظف في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم واستمر في الاتحاد الآسيوي لمدة تزيد على أربع سنوات، لينتقل بعدها إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كمسؤول عن مكتب الفيفا في دبي، ولا يزال منذ أربع سنوات وحتى هذه اللحظة يعمل بوظيفة رسمية في الفيفا.
وقبل فترة ليست بالطويلة، التقيت عصام وتناقشنا عن مستقبل كرة القدم من حيث الفرص والتحديات وعن الرياضة السعودية ومستقبلها، فوجدت عقلية رياضية سعودية يفتخر بها كل شخص، حيث إن لديه من الفكر والشغف والخبرة الشيء الكثير، فسألته إلى متى وأنت تعيش الغربة ما بين الاتحاد الآسيوي والفيفا، ولماذا لم تعد لتخدم الرياضة السعودية عن قرب من خلال خبرتك وعلاقاتك؟ قال لي بالحرف الواحد: «الوطن له أفضال علي وأنا أتشرف بخدمة وطني وجاهز لاقتناص أي فرصة أستطيع من خلالها أن أخدم بلدي عبر القطاع الرياضي الذي يشهد حراكا غير مسبوق.»
انتهى حواري مع الأستاذ عصام، لكن لم تنته تساؤلاتي، لماذا لا نستفيد من هذه الطاقات الشابه المؤهلة والتي عملت في أكبر المنظمات الرياضية حول العالم؟ أجزم وأنا القريب من المشهد أن الوزارة والاتحادات الرياضية وتحديداً الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين، جميعها تحتاج إلى المزيد من الكفاءات، والدليل أن استقطابات العناصر الأجنبية لا تزال موجودة لدرجة أنها لم تقتصر على الخبرات المميزة من الدوريات الأوربية الكبيرة، بل بدأ الاستقطاب يتجه إلى أشخاص ينتمون لدول أقل منا بكثير في المجال الرياضي، لذلك أقول: استقطبوا عصام وبدر وغيرهما من الكفاءات؛ فهم من يستحقون الفرصة، وهم من يتشرفون أن يخدموا وطنهم عبر منظماته الرياضية.
التعليقات