تحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، على تعزيز الصحة العامة لدى المواطنين والمقيمين، وتحقيق الريادة في قطاع الرعاية الصحية، والوقاية من الأمراض، وتحسين الخدمات والبرامج المقدمة للحفاظ على صحة الفرد والمجتمع، وفقا لمستهدفات رؤية السعودية 2030.

إن وزارة الصحة لا تدخر جهدا في سبيل تحقيق ذلك عبر خدماتها المختلفة، إلا أن مبادرتها الأخيرة "امشِ 30" التي أطلقتها في الحادي عشر من نوفمبر الجاري، والتي تهدف إلى تشجيع المواطنين والمقيمين على ممارسة رياضة المشي، تعد في رأيي من أرقى برامج الرعاية والوقاية الصحية التي تقدمها الوزارة لخدمة مواطنيها وتحسين صحتهم والحفاظ عليها. وتهدف مبادرة "امشِ 30" التي يشارك فيها معالي وزير الصحة وعدد من المسؤولين والإعلاميين والرياضيين والمشاهير وعدد من القطاعات المختلفة الحكومية والخاصة وغير الربحية، إلى تحفيز أفراد المجتمع على ممارسة رياضة المشي لمدة 30 دقيقة يومياً، من أجل تحسين مستويات الصحة في المجتمع، والترويج لرياضة المشي كنشاط ممتع وصحي، وذلك في إطار رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى رفع متوسط العمر المتوقع في المملكة من 74 إلى 80 عاماً.

ولا يختلف أحد على أن أهمية رياضة المشي تكمن في تعزيز النشاط، والصحة العامة، ورفع اللياقة البدنية، والحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن، إضافة إلى تحسين الصحة الذهنية، ولذلك تحرص وزارة الصحة على إطلاق تلك المبادرة منذ عام 2019م، لتحويل ذلك النشاط الحيوي إلى ثقافة مجتمعية يمارسها الجميع وبكافة المناطق والفئات والأعمار تلقائيا على مدار العام. ومما لا شك فيه أن انتشار الرياضة في المجتمع يعد سلوكا راقيا، يقاس عليه مدى وعي المجتمعات ورقي تفكيرها ورشاد سلوكها وعمق ثقافتها، حيث تحقق رياضة المشي لممارسيها نمط حياة صحيا ومتوازنا، إضافة إلى تحسين صحتهم الذهنية.

المبادرة راقية بكل المقاييس، يستحق القائمون عليها؛ وعلى رأسهم معالي الأستاذ فهد الجلاجل وزير الصحة، كل الشكر والثناء لحرصه على إطلاقها وتطويرها والمشاركة فيها، ودعوة المجتمع إليها بكل الطرق والوسائل الجاذبة، وهو ما يحملنا أيضا مسؤولية المشاركة والدعم عبر توضيح الرسائل والأهداف والفوائد، ودعوة المجتمع للانضمام إليها، من أجل الوصول إلى صحة مجتمعية مستدامة.. ونطمح أن نرى مبادرة "امشِ 30" في كل محافظات ومدن جميع مناطق المملكة من خلال ممارستها بهدف كبير وهو تحقيق الاستدامة من أجل الصحة للجميع.