مع ارتفاع وتيرة الحرب في غزة.. طفقت أتساءل: أين أصحاب الشعارات؟ أين أولئك الذين يهددون ليل نهار؟ بل أين الظاهرة الصوتية الذي أزعجنا بحجم انتصاراته من مخبئة في الضاحية الجنوبية؟ هو خرج مطلع الأسبوع خائفا وجلا، يريد السلامة.. لأتساءل أيضا عن حجم الغباء الذي يتوارى داخله كثير من العرب الذين ضحكت عليهم الشعارات وخاصة من قرين الشيطان جبان الضاحية بقواته المزعومة وفيالقه التي ستحرر القدس؟!
والآن مع اقتراب ساعة الحقيقة يبدو «كذّاب الضاحية» كالممسوس، بل إنه غير قادر على أن يطل برأسه من مخبئه.. لتظهر الحقائق جلية ومن أعلى سلطة في واشنطن عبر الرئيس السابق ترمب.. إنها صواريخ متفق عليها تسقط قبل أهدافها؟! ضحك على المغفلين.. ليلهو باستباحته للبنانيين والسوريين كسفاح طائفي عنصري إقصائي.. ليس ضد مخالفيه من الأحزاب اللبنانية الأخرى، بل حتى من يعارضه من طائفته فهو يفتح عليه أبواب العذاب، وحتى مناوئيه سياسيا ومن يقول له لا، بملء الفم.. واقرؤوا ما حدث بينه وبين الرئيس رفيق الحريري.
هنا جاء السؤال الكبير المطروح من العالم الذي تلقى إعلان انكشاف لعبته وكذبه بعد خطابه الاعتذاري لنحتار من جديد أي مزبلة تاريخية ستقبل به، فهو في عفنه لم يكن ولم يحدث رغم ضآلة قدره التاريخي، لكن هذا قدر اللبنانيين الذين يدركون أن إظهار نصر الله وحزبه على حقيقتهما أصبح أمرا مسلما به في الوقت الحالي وبعد أن كشف هذا الحزب الإرهابي عن عورته كثيرا حتى وهو يدعي برفع راية الحرب ضد إسرائيل وضد اللبنانيين من تلك الأموال القذرة التي جعلته أكبر مركز لتجارة المخدرات وغسيل الأموال عابرة للقارات عرفها التاريخ.
من المسلّم به الآن أنك تستطيع أن تُدرك أن ما يحدث هو لمصلحة أهل لبنان أولا فالمتغيرات الجديدة تبشر بخير كثير لهذه البلاد التي عانت من الحزب، بعدما أدرك تماما أن حزب الشيطان كان يعمل ضد التاريخ والمستقبل وضد لبنان.. استخدم كل الاساليب القذرة تحت غطاء السلطة لتمرير أجندته وحقده الدفين ضد كل ما هو مخالف له، والنتيجة خيبة سياسية ودمار اقتصادي وإشاعة للفوضى.. فالحكومة التي تعمل في الظلام ضد لحمة الوطن لن ترتقي أبدا، وليعترف اللبنانيون أنهم عادوا إلى القرون المتخلفة بفضل فتى الضاحية الذي كان يفكر بعقلية القرون الوسطى.. فالاغتيالات والإقصاءات والنزاعات هي العنوان الأكبر لعمله وسياسته، مما أوجد مناخا إرهابيا لن يكون الانهيار المجتمعي والاقتصادي أول نتاجه إذا ما استمر تابعا لقرارات رئيس الحزب.. بل الدمار الشامل لدولة كانت هي الأرقى والأجمل؟
الأهم في القول بعد الخطاب أنه ثبت للجميع أن حزب الله يحتضر؛ ليس ادعاءً منّا بل هو مشهد قائم يؤكده الخطاب وموجة الغضب تجاهه، والأهم تلك الأخبار التي تحضر من لبنان وعبر المطلعين عن حال الحزب الآن من أولئك الذين يؤكدون أن هناك مطالب داخلية من وسط الحزب ضد نصر الله برفض مشروعه التدميري الذي قاد أبناء الضاحية والجنوب إلى الهلاك، وهو ما نتمنى أن يمتد إلى الشعب والدولة.. والآن عملية سلخ جلد نصر الله مستمرة بعد أن كشف العالم كذبه، وتوقف الدعم حتى من أقرب حلفائه، بحيث أصبح تائها مشتتا لا سبيل له إلا معانقة ميكروفونات محطته الرديئة لمهاجمة الآخرين ممن ينتقدون أعمال حزبه الإجرامية.. وبعد أن طُرحت الوثائق والإثباتات أنه كاذب دعي، فهل يحمي اللبنانيون أنفسهم من الخطر القادم الذي تسبب فيه حزب الشيطان، بالوقوف صفا واحدا أمامه وإنقاذ لبنان أولا من شره والعالم من مؤامراته.
التعليقات