تاريخيا ظهر أول إعلان في المواقع الإلكترونية على شكل لافته إلكترونية (Banner) في أكتوبر من العام 1994م لشركة الاتصالات الأميركية "AT&T" وكان ذلك في الموقع الإلكتروني لمجلة (wired.com) والتي كانت تعرف في ذلك الوقت باسم مجلة (HotWired)، أما بالنسبة للبدايات الفعلية للإعلان الرقمي في المملكة -حرسها الله- فقد كان ذلك عام 2003م حيث كان مالك الموقع أو المسؤول الإعلاني في ذلك الوقت يضع أرقام التواصل أسفل الصفحة في الموقع لتقديم عرض أسعار المساحات الإعلانية والتي كانت تُعرض على شكل ثابت (Fixed Banner) وبحسب فترة زمنية محددة (لمدة يوم أو أسبوع أو شهر) وليس بحسب عدد النقرات CPC أو بعدد النشرات CPM.
ومع انتشار الإنترنت وكثرة عدد مستخدميه وتطور القطاع التقني ظهر العديد من المنصات الإعلانية التي يمكن من خلالها الإعلان في مختلف المواقع والتطبيقات الإلكترونية، حيث يمكن من خلال منصة إعلانات غوغل مثلا الإعلان في أكثر من 2 مليون موقع وتطبيق إلكتروني لعرض مختلف أشكال الإعلان "صورة أو تصميم أو فيديو" بإضافة إلى ما تملكه غوغل من منصات مثل اليوتيوب (YouTube) والبريد الإلكتروني (Gmail) ومتجر التطبيقات (Google Play) وغوغل للتسوق (Google Shopping)، حيث تقوم منصة غوغل الإعلانية Google Ads بتوفير مختلف المساحات الإعلانية في العديد من هذه المواقع من خلال التعاقد مع ملاك المواقع واشتراكهم في منصة (AdSense) التابعة لها، حيث يسمح من خلالها ملاك المواقع الإلكترونية لغوغل بوضع إعلانات مختارة ضمن تصنيف يليق بالموقع ويتناسب مع محتواه وتوجهاته، كذلك يمكن من خلال المنصة الإعلانية الخاصة بملاك التطبيقات (AdMob) الإتاحة لهم لبيع مختلف المساحات الإعلانية داخل تطبيقاتهم لتقوم غوغل آدز بوضع إعلاناتها فيها.
من جهة أخرى فإن الكثير من الوكالات الإعلانية تستخدم نظام الإعلان الآلي (Programmatic advertising) وذلك لضمان التواجد الإعلان الرقمي في مختلف القنوات الإلكترونية، وهو أحد الطرق الحديثة في الإعلان الرقمي التي تتبعها الكثير من وكالات شراء المساحات الإعلانية بغرض التواجد الآلي بفعالية وكفاءة أكبر في المساحات الإعلانية الرقمية، ويتم عملها عبر تقنية الذكاء الاصطناعي (Artificial intelligence) بالاعتماد على نظام مخزون الإعلانات وقاعدة بيانات العملاء الذين سبق لهم الزيارة أو الشراء من الموقع أو التطبيق الإلكتروني بحيث تساعد للوصول إلى الشريحة المستهدفة في المكان والوقت المناسب من خلال استنادها على بيانات دقيقة.
فكل هذا الاهتمام بالإعلان الرقمي لكون التفاعل معه عاليا وأفق الإبداع فيه مفتوح، حيث من الممكن وضع إعلانات إبداعية تحتوي على خواص ومميزات إضافية في تفاعلها مع المستخدم والتي يطلق عليها (Rich media) كأن تحتوي على صوت أو قد يتغير فيها شكل الموقع الإلكتروني إذا تم تمرير الفأرة على الإعلان أو قد تكبر مساحته، وغيرها من الخواص التي تتطلب تدخل ومساعدة من مطوري "مبرمجي" الموقع الإلكتروني الذي يظهر فيه الإعلان.
التعليقات