عشنا اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية الثالث والتسعين، بكل فخر واعتزاز، حيث يمثل هذا اليوم ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية على يد المـؤســس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وفي مثل هذا اليوم صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية تحت اسم واحد وهو المملكة العربية السعودية، وأصبح لقب الملك عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية، واختار -رحمه الله- يوم الخميس بتاريخ 17 جمادى الأول من عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر من عام 1932م يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية.

في اليوم الوطني نستحضر أحوال أجدادنا وشؤونهم المعيشية

ذكر في إطار هذه المناسبة محمد السماري المهتم بالأمن الفكري والوطني: "يومنا الوطني يوم فرح لنا وسرور، وينبغي علينا أن نستشعر في هذا اليوم ما ننعم ونحظى به في وطننا المبارك من أمن وأمان واستقرار وتآلف القلوب والخيرات العظيمة التي نتمتع بها بعد أن وحد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- المملكة العربية السعودية، وحتى يستشعر الفرد النعمة الكبيرة التي يعيش فيها ينظر إلى أحوال بعض البلدان التي تعاني من النزاع والفرقة وانفلات الأمن، وأن ندرك قيمة هذه النعمة العظيمة دون أن نغفل عنها، وأن نستحضر أحوال أجدادنا وشؤونهم المعيشية في السابق قبل توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، اتسمت تلك الفترة بتفشي الفقر وقلة المأكل والمشرب وانتشار الجهل وضعف الأحوال الاقتصادية والفوضى الأمنية وكثرة النزاعات والفرقة والنهب وقطع الطرق واعتراض قوافل الحجاج، فوحد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- البلاد وجمع الكلمة وألف القلوب وضبط الأمن ووضع أسس التعليم، وعلى يديه بدأت النهضة التعليمية والعلمية والاقتصادية، ومازالت في تطور منذ عهده -رحمه الله- إلى يومنا الحالي".

لحمة وطنية

وأضاف السماري: "وعلينا في هذا اليوم أن نستشعر ما ننعم به من لحمة وطنية، وأن نكون معتزين بالهوية الوطنية مستيقنين بها في أنفسنا وتتجلى في جوارحنا بارزة وشامخة في سلوك كل فرد من أفراد هذا الوطن المبارك الذي نعيش به وفيه بالمحبة والإخاء والأمن والأمان، نــسيج وطني متماسك وثيق، ننعم فيه بالأمن والأمان والرغد من العيش والتلاحم بين كل فرد من أفراد هذا الوطن المبارك".

الهوية السعودية

وأشار محمد السماري المهتم بالأمن الوطني والفكري: مدركين في هذا اليوم النعم العظيمة التي يزخر بها وطننا العزيز، وما يقدمه لنا وطننا المعطاء من فرص باتت مستحيلة لكثير من أفراد الشعوب الأخرى، وما يهيئه لنا من فرص لأجل تحقيق التميز والنجاح والتفوق على الصعيد الفردي والمجتمعي، هذا الوطن السخي كان ولازال يحفزنا على التقدم والنهضة، وأصبحنا نتصدر الدول في العديد من المجالات عربياً وعالمياً، فيحق لنا في هذا اليوم أن نفخر ونتفاخر بانتمائنا لهذا الوطن وهويتنا السعودية، فالهوية الوطنية هي شعورنا بالانتماء للوطن والولاء الذي نحمله باعتزاز وفخر اتجاه وطننا، معبرين بسلوكنا وأفعالنا على أرض الواقع.

عراقة ماضينا رسمت مستقبلنا

وحول هذا النسق ذكر السماري: "واليوم في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- نشهد تطوراً كبيراً مميزاً متسارعاً في شتى المجالات وفق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي رسمت مستقبلنا، ونعيش بها في واقعنا، وتعكس عراقة ماضينا، محققة إنجازات كبيرة كما نصت عليه محاور الرؤية الثلاثة":

قيم الإسلام المعتدل

محور المجتمع الحيوي وهو العيش في مجتمع حيوي بحياة كريمة وسعيدة مستندين بها إلى قيم الإسلام المعتدل والانتماء للوطن والاعتزاز بالثقافة الإسلامية والتراث السعودي ونحن نعيش في مجتمعنا وفق ما خطط لها ونجني ثماره مستشعرين أهمية وقيمة هويتنا الوطنية بكل فخر واعتزاز بماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وها نحن اليوم ننعم بالكثير من التقدم والإنجازات الكبيرة الملحوظة في جودة حياة المواطنين وبناء نمط حياة صحي آمن، والتقدم الملحوظ في الرعاية الصحية في الخدمات وجودتها والجهود الكبيرة في الأنظمة المرورية وتطوير الطرق مما أدى بالشكل الكبير إلى الانخفاض الملحوظ في عدد الحوادث المرورية الخطرة مما ساهم في تقليل عدد الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية، وارتفاع متوسط العمر المتوقع في المملكة العربية السعودية وذلك من خلال ارتفاع مستوى معدل السعادة للمواطنين السعوديين، وزيادة نسبة تملك السعوديين للمساكن، والمزيد من التمكين للمرأة السعودية، وتسخير كافة الجهود والإمكانيات في خدمة ضيوف الرحمن بكل تيسير ورفاهية، وسعي المملكة العربية السعودية أن تكون من الدول الرائدة عالمياً في مجال صناعة الترفيه، وزيادة عدد الزوار والسياح، والمحافظة على الطبيعة وحمايتها وتنميتها، كل ذلك لأجل أن يعيش المجتمع السعودي حياة كريمة حيوية وأن ينعم بكل سبل الراحة والرفاهية.

قوة صناعية رائدة في العالم

اقتصاد مزدهر، من الركائز الرئيسة لرؤية 2030 توفير بيئة تطلق إمكانات الأعمال وتوسع القاعدة الاقتصادية وتوفر فرص عمل لجميع السعوديين مستفيدين من الموقع الفريد المميز للمملكة العربية السعودية وجذب المزيد من الاستثمارات العالمية واستقطاب أفضل المواهب، وكذلك تمكين الشباب السعودي ودعمهم للنجاح في أسواق العمل العالمية، والسعودية لها قوة صناعية رائدة في العالم، وحكومة المملكة العربية السعودية تدعم الابتكار وريادة الأعمال وتوفير كل ما يخدم البيئة التنظيمية الملائمة والتي من شأنها تعزز الجوانب الاقتصادية وتنميتها، والنمو المميز الكبير في معدل مشاركة المرأة في سوق العمل، ونمو عظيم في أصول صندوق الاستثمارات العامة، والتنوع الاقتصاد في المملكة العربية السعودية ويوفر الفرص الجاذبة، وتتصدر المملكة العربية السعودية مجموعة العشرين في التنافسية الرقمية، وضخ استثمارات ضخمة لتطوير البنية التحتية الرقمية، وتقديم خدمات التقنية المالية لتسهم في دعم الاستثمار وتيسير عمليات الدفع والتسوق للجميع.

xوطن طموح

وطن طموح، تهدف رؤية 2030 للتحول إلى حكومة عالية الأداء تتسم بالفعالية والشفافية والمسألة وتمكن المواطنين والقطاع الخاص والمؤسسات غير الربحية من أخذ المبادرة في استكشاف الفرص المتاحة، ومما نجنيه في وقتنا الحاضر من إنجازات التطور المتسارع الكبير في التحول الرقمي مما يحسن من كفاءة الخدمات الحكومية المقدمة للمستفيدين، وتوفر مدن التعلم والتعليم الشامل لجميع الأعمار، وكذلك بذلُ السعوديين ملايين الساعات التطوعية لتقديم الرعاية الصحية لمجتمعاتهم، وتحرص المملكة العربية السعودية على تهيئة وتقديم أفضل رعاية صحية للمرضى، ومن تلك الإنجازات التي نفخر بها أن السعودية تتصدر دول العالم في الاستجابة لجائحة كوفيد 19، حيث احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى في الاستجابة الحكومية واستجابة رواد الأعمال لجائحة كوفيد 19، ودعم مطوري الألعاب الإلكترونية وتقديم التدريب والتطوير والدعم المادي لاحتضان مبرمجي ومصممي الألعاب الإلكترونية ورائدي الأعمال السعوديين.

ثمار رؤية المملكة

وما نشهده الآن من إنجازات عظيمة هي من ثمار رؤية المملكة العربية السعودية 2030، فقد بدأت رحلة تحقيق الإنجازات منذ أن أسس سمو سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- هذه الرؤية العظيمة في تاريخ 25 أبريل من عام 2016م، مفتخرين بكل إنجازاتنا في ماضينا العريق وحاضرنا المشرّف ومستقبلنا المشرق.

ومما لا يغيب عن ذهننا وهمتنا وما يزيد من قوتنا وعزيمتنا ما قاله سمو سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-: "لأني أعيش بين شعب جبار وعظيم، فقط يضعون هدفاً ويحققونه بكل سهولة، ولا أعتقد أن هناك أي تحديات أمام الشعب السعودي العظيم".