هل يولد الكاتب كاتبا بالفطرة، أم هي صنعة يتعلمها الإنسان؟ أسئلة مطروحة، إجابتي ستكون أنها بين الاثنين، في عائلتنا، أنا وأخي نكتب، أنا عرفت ككاتبة لأنني راسلت الجرائد والمجلات، أخي لم يفعل، مع أنه كاتب ساخر من الصنف الأول، أعتقد أننا خسرناه وتمنيت لو أنه اهتم بهذا الجانب فيه، أنا وأخي قراء، نقرأ بنهم، منذ الطفولة، اكتسبنا حب القراءة من أمي، القراءة هي ما جعلت منا كتابا، هذا اعتقادي، لكن هناك الكثير من القراء الذين لا يكتبون، لا يملكون ملكة الكتابة، وهناك كتاب يعتقدون أنهم كتاب ولكني أعتقد أن الكتابة كانت ستكون أفضل حالا بدونهم، إذا، الموهبة مسألة أساسية، يتم صقلها لاحقًا بالممارسة والاستماع إلى النقاد.
في بيتي ولد كاتب، لم أكن أعرف بوجوده حتى فاجأني بمقال عبارة عن مراجعة نقدية لفيلم باربي الذي شغل الدنيا في الأسابيع الماضية.
كنت دائمًا أطلب من يوسف، ولدي أن يجرب الكتابة، كنت أقول له: أمك كاتبة وأبوك ناقد مشهور، جينة الكتابة قد تكون موجودة، فقط لو تحاول، لم يستجب ولا مرة، حين شاهدنا الفيلم، خرج منه وبدأ فورا في انتقاده بحماس وشدة، قلت له، لم لا تكتب ما تقول، صمت كالعادة.
في عيد ميلادي الذي كان قبل أيام مازحته، أين هديتي، قال، سأفاجئك بها، ثم أرسل لي إيميلاً عنوانه: هدية عيد الميلاد، وقرأت فيه أحد أجمل وأعمق المراجعات النقدية التي يمكن أن تقرأها لفيلم، هل شعرتم بفرحتي.
ولدي يعرف أهمية الكتابة بالنسبة لي ويعرف كيف أحب الكتابات الجميلة، ولأنه يعرف بحسه النقدي أن كتابته جميلة أهداها لي كهدية عيد ميلاد بكل ثقة.
أفرح جدا بكل كاتب شاب، كتبت عن كتاب شباب مرات عديدة، أفرح بالكتابة الجميلة وكأنني أنا من كتبها، تتخيلون إذن كيف هو شعوري وأنا أكتب أنني اكتشفت أن ولدي أصبح كاتبا جميلا.
هذا يوسف، الذي كتبت عنه كتاب السيرة "مختلف" الذي نلت عنه جائزة الكتاب من وزارة الثقافة عام 2013. هذا الطفل الذي كنت أخبرتكم كم كان يذهلني ذكاؤه في النقاش، ومازال يذهلني حتى اليوم بعد أن كبر وأصبح شابا.
في مرات كثيرة حين أسمعه يناقش في الأمور السياسية، أشعر بأنه لا بد أن يستفيد منه الوطن لبراعته في النقاش.
كنت أسمعه ولم أكن متأكدة من قدرته على صياغة ذلك في كتابة، أما وقد كتب، فأنا أعلن بثقة، ولادة كاتب، في تخصص نادر، هو النقد السينمائي. حماه الله..
مقالة شخصية جدا، لكنها بشكل ما عامة جدا، في الاحتفاء بالكتابة ورعاية الكتاب.
التعليقات