تنعقد قمة العشرين اليوم في العاصمة الهندية نيودلهي وسط ظرف سياسي واقتصادي عالمي معقد، تتنافس فيه القوى العالمية من أجل تحقيق مكاسب جيوسياسية واقتصادية ومناطق توسيع نفوذ تأثر بها المجتمع الدولي ومازال، رغم أن العنوان الرئيس للقمة هو (التنمية المستدامة) إلا أن الظروف المحيطة قد تعرقل الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى الأهداف المرجوة.
المملكة دولة لها مكانتها السياسية والاقتصادية في المجتمع الدولي، وهي من أكثر الدول تأثيراً في المشهد العالمي من خلال قوة قرارها السياسي وثقل وزنها الاقتصادي وثراء تجربتها التنموية، وهي بكل مقوماتها التي تسخرها من أجل استدامة التنمية تعد نموذجاً لما يجب أن تكون عليه اتجاهات السياسة وتحقيق الفوائد والأهداف التي توضع من أجلها الخطط الاقتصادية الطموحة من أجل البناء المتواصل المؤدي إلى تنمية الإنسان في المقام الأول، الذي يؤدي بدوره إلى تنمية مستدامة متطورة، فالدول لا تقف عند حد معين من البناء والتطوير بل هي عملية مستمرة وقودها الإرادة الصلبة والعزيمة اللامتناهية.
السياسة السعودية دائمة التوازن ولا تعرف الأنانية في العطاء، وهذا أمر معروف، فعلى الرغم من أن مشروعنا الوطني العملاق المتمثل في رؤية 2030 يحتاج إلى كل جهد ممكن وإلى كل الموارد المتاحة، إلا أن المملكة لم تغفل عن دورها التنموي العالمي ما جعلها تتبوأ مكانة مرموقة وسمعة رفيعة لتقديمها المساعدات لكل الدول شرقاً وغرباً خاصة للدول التي تحتاج إلى تنمية قدراتها وبناء مستقبلها، فالتنمية من وجهة النظر السعودية يجب أن تشمل كل من يحتاج إليها، وهي تساهم في تحقيق هذا المفهوم الذي يأتي من منطلقات إنسانية تنموية تعد المملكة رائدة فيه، بل وتتقدم على دول كثيرة في تعزيز القدرات وتمكين الإنسان من أجل حياة أفضل وتنمية مستدامة حقيقية.
التعليقات