دائماً ما يعلن قادة بلادنا -حفظهم الله- تشرّفهم بخدمة الحرمين الشريفين، مجسدين ذلك الشرف ببذل كل غالٍ ونفيس من أجل إعمارهما تسهيلاً للحجاج والمعتمرين والزائرين، فالحرمان الشريفان في العهد السعودي شهدا توسعات تاريخية وخدمات غير مسبوقة لا تقف عند حد بل هي في ازدياد، ما يجعل من الرحلة الإيمانية سهلة وميسرة يتفرغ فيها القاصد للعبادة الخالصة دون غيرها.
خدمة الحرمين الشريفين لا تقف عند إعمارهما والعناية بهما بل تذهب إلى مناحٍ أخرى في ترسيخ قيم الإسلام السمحة ونشرها وتعزيز حضورها في العالم الإسلامي وفي كل أنحاء العالم، حتى نعرف ويعرف العالم أجمع أن الإسلام دين ارتضاه المولى -عز وجل- لعباده عبر رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين، فكان من حقه علينا أن نبين سيرته العطرة الزكية وتفاصيل حياته وأخلاقه وصفاته، نتناقلها جيلاً بعد جيل، فحياته -صلى الله عليه وسلم- نبراس كل مسلم، فهو قدوتنا في كل أمور حياتنا.
ليلة أمس احتفلت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسسكو) ورابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء في المغرب ببلوغ عدد زوار المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية الثلاثة ملايين زائر في مقرها بالعاصمة المغربية الرباط، في سابقة دولية ووقت قياسي، المعرض بحق أمر نفتخر به جميعاً، فهو مختلف في كل شيء مستخدماً أحدث التقنيات في شرح مبسط وعميق في الوقت ذاته عن السيرة النبوية بأدق تفاصيلها، هو ينقلك إلى العصر النبوي ويثري معلوماتك عن حياة المصطفى -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- ليس كمعلومة فقط، فقد تم تسخير التقنية بصورة الأبعاد الثلاثية لترى كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعيش، بأدق تفاصيل حجرته الشريفة وأدواتها المستخدمة ونماذج لها.
ما تراه في المعرض يشعرك بالفخر، ويؤكد الجهود المبذولة من المملكة والدول الإسلامية لنشر الإسلام الوسطي بعيداً عن الأفكار والانتماءات التي تحاول خطف الإسلام وتشويه صورته الحقيقية، فتأتي مثل هذه المشروعات الجبارة الناشرة للوعي لتبدد أي محاولة عابثة تريد أن تحيد بالإسلام عن النهج الحق وعن المحجة البيضاء التي تركنا عليها سيد ولد آدم -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-.
التعليقات