منذ إعلان مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية الذي أطلقه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل حوالي ثلاثة أشهر، ونحن نعيش ثورة رياضية غير مسبوقة على صعيد التعاقدات للنجوم الأجانب والحراك الإعلامي المصاحب لها، وهذا جعل الدوري السعودي وأنديته مادة دسمة للإعلام العالمي بشكل عام، والإعلام الغربي بشكل خاص.

وأصبح الدوري السعودي بتعاقداته الكبيرة منافسا للدوريات الكبرى حيث تم تغيير وجهة بعض النجوم العالميين من أندية أوروبية إلى أندية سعودية مما أثار حفيظة الأندية الأوروبية على الدوري السعودي الذي دخل المنافسة بقوة.

وغالباً إذا أردت التغيير السريع والمنافسة الشرسة لا بد من اتباع الاستراتيجية التي عمل عليها القائمون على هذا المشروع، حيث استطاعوا في ظرف ثلاثة أشهر أن يحدثوا الفارق ويجعلوا من الدوري السعودي حيث العالم بأسره، وهذا نجاح كبير واستراتيجية تسويقية مذهلة، اختصرت الكثير من المسافات ووضعت الدوري السعودي في مكانة غير مسبوقة.

بقي الآن أن تستثمر وزارة الرياضة ورابطة دوري المحترفين ما تحقق من نجاح، وأن تعمل وفق استراتيجية ممنهجة تضمن من خلالها نجاح المشروع وديمومته وتقليص الفوارق الفنية بين الأندية.

وعندما أقول استراتيجية ممنهجة فأنا أعني أن تكون وفق منهجية واضحة تعلن للجميع وتكون شاملة لجميع الأندية، بحيث يعرف كل ناد ما له وما عليه، وأن يتاح للأندية أن تتعاقد وفق استراتيجياتها الفنية من دون أن تفرض عليها آلية معينة للتعاقدات، فعندما تتولى الأندية ملف التعاقدات مع النجوم بشكل مباشر ستكون الأندية جاهزة فنياً قبل بداية الدوري بأسبوعين على الأقل بدلاً من الوضع الحالي، حيث لم يبق على انطلاقة الدوري إلا ستة أيام، في الوقت الذي أغلب الأندية لم تكمل 50 ٪ من تعاقداتها الفنية وهذا أمر سيصعب من موقف الأندية في الدوري هذا الموسم. لذلك وجود الاستراتيجية الممنهجة ستكون هي الطريق الذي سيساعد في وصولنا إلى القمة التي اقتربنا منها كثيراً بمجرد انطلاقة هذا المشروع الحكومي الكبير الذي أعطانا الزخم الإعلامي والمكانة الرياضية المميزة.