مساهمة منها في الاحتفال بالذكرى المئوية السادسة لوفاة العلامة عبدالرحمن بن خلدون، خصصت "المجلة العربية للثقافة" الصادرة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة عددها التاسع والاربعين لهذه الذكرى تقديراً لدور الفيلسوف العلامة في ارساء اسس العمران البشري واثراء الفكر الكوني.
وقد تضمن هذا العدد "الممتاز" سبعة عشر بحثاً لنخبة من الباحثين تصدرها بحث المؤرخ اللبناني استاذ التاريخ الحديث والمعاصر بالجامعة اللبنانية الدكتور مسعود الضامر تناول فيه موضوع العمران البشري في اطار الفهم الخلدوني للتاريخ، ملقياً الضوء على الأبعاد النظرية لظاهرة العمران الخلدونية والارث الخلدوني في علم العمران البشري الحديث المعاصر.
وفي بحث آخر تناول استاذ الفلسفة بالجامعة التونسية ابو يعرب المرزوقي المفارقات المعرفية والقيمية في فكر ابن خلدون الفلسفي، وعناصر التجديد البارزة في الاصلاح الخلدوني..
وفي بحث آخر اشترك في اعداده الدكتور عبدالأمير الاعسر والدكتورة فائزة تومان الشمري الاعسر من جامعة عدن تناولا نقد ابن خلدون للفلسفة في "المقدمة" متخلصين الى القول إن ابن خلدون لم يكن فيلسوفاً محترفاً بقدر ما يظهر من نصوص المقدمة مفكراً ومنظراً للظواهر التي تقوم عليها بنية المجتمع الانساني، وتنظم العلاقة بين الانسان والواقع المادي المحسوس، وانه سيبقى. وهو الذي استنكر الفلسفة ورفضها وعاب على الفلاسفة مذاهبهم ونظرياتهم، اكثر من اي فيلسوف عربي او مسلم او اوروبي في تأثيره الحضاري في حداثة تحاكي هذا العصر والى زمن قادم طويل. وفي بحث آخر قدم الدكتور عبدالرزاق قسوم استاذ الفلسفة بجامعة الجزائر قراءة فلسفية في المنهج الخلدوني الاجتماعي، منابعه وخصائصه وواقعيته ومثاليته، منتهياً بالخصوص الى ان ما يجب ان نسجله في قراءاتنا العقلية للمنهج الخلدوني هو ما يقدمه لنا ابن خلدون نفسه في منهجه وهو التحلي بالشجاعة العقلية لكل ما يجب نقده.
العدد التاسع والاربعون من المجلة العربية للثقافة جاء حافلاً بكثير من البحوث والدراسات.
التعليقات