التقنية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، لا يمكن التكهن بما يمكن أن تحدثه من نقلات عجيبة غريبة في حياة الإنسان، فمع ما يحدثه فضاء الميتافيرس من مقدرة على دمج الواقع الافتراضي بالواقع الحقيقي، سوف تصبح الأمور مختلطة بشكل كبير، وسوف لن يكون هناك مسافة يمكن لنا قياسها بين العالمين، أقصد الافتراضي والواقعي، لا قياساً ذهنياً، ولا قياساً مترياً.

وهنا دعونا نتوقف عند جنون جديد من جنون التقنية، إنه «تقنية جوجل برين» فما هي بالضبط؟

نشر خبر قبل وقت، عنوانه كالتالي: (شريحة ذكية من جوجل تزرع في الدماغ وتغني عن المدارس والجامعات)، وأفاد الخبر أن شركة جوجل تطور تقنية في الذكاء الاصطناعي، ستُحدث ثورة في مجال التعليم عبر زرع شريحة في الرأس البشري تسمى: (جوجل برين)، ويقول مؤسس الفكرة الخبير التقني (نيكولاس كيرينوس) أن التعليم بالحفظ سينتهي في المدارس؛ لأن جوجل سيكون في رأسك.

وأضاف: «يمكنك أن تسأل شيئاً مثل: كيف تقول هذا باللغة الفرنسية؟ وعلى الفور ستحصل على الإجابة من الذكاء الاصطناعي المزروع برأسك وتكون قادرًا على ترديدها» انتهى كلامه.

هناك كلام كثير الآن حول هذه التقنية الحديثة التي هي الأخرى سوف تحدث ثورة علمية تقنية جديدة، وسوف تؤسس لمستقبل مغاير للبشر، حيث إن المدرسة التقليدية المعتمدة على الحفظ والاسترجاع سوف تنتهي تمامًا في ظل وجود هذه الشريحة.

لكن السؤال المهم، ما الذي سيظل يميز الإنسان في مثل هذه الأحوال؟

سوف يميزه بلا شك: «درجات المخ العليا» التي تخلق هذا التمايز بين العقل البشري والعقل الإلكتروني، ولكن هل يعقل أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه العلم قادراً على صناعة وتطوير شريحة أخرى تعالج هذا الجانب، وتكون قادرة على تعزيز الدرجات العليا للتفكير في المخ البشري، هذا سؤال لا يزال ينتظر الإجابة.

خاصة بعد قدرة الإنسان على ابتكار الروبوت الناطق، والروبوت الإرادي التصرف، والروبوت الذكي في اتخاذ قراراته بنفسه، والذي ليس من المستحيل أن يأتيه اليوم الذي يتمكن فيه من اكتشاف ذاته، ثم يتطور وينمو ليصبح قادرًا على إعادة تصنيع ذاته من خلال صنع روبوتات جديدة ربما تكون أكثر ذكاء من الحالية، وهنا نعود لحديثنا في السطور الأولى من هذا المقال، والتي تناولت كون مثل هذه الاختراعات مخيفة جدًّا، ومفرحة في ذات الوقت، ذلك لكون الخوف يكمن في الآثار الضارة لهذه الاختراعات على البشر، وهي كثيرة طبعًا، لن نستطيع حصرها في مقال.