لا شكَّ أنَّه لا يزال من المبكر جدًا الحكم النهائي على مستوى الهلال وحاله مع المدرب البرتغالي جيسوس، ولا يزال الفريق في طور الاكتمال والبحث عن الانسجام؛ لكنَّ «ليالي العيد تبان من عصاريها»، وشمس النواقص والقصور لا يمكنها تغطيتها بغربال المبررات الموسمية والإسطوانات الصيفية التي باتت مملة، والقلق الذي بات يعتري نفوس جل الهلاليين بعد مباريات النمسا والكويت الكويتي وأهلي طرابلس قلق منطقي ومبرر، خصوصًا في ظل صمت إدارة الهلال وغموض قراراتها!

أكثر ما كان يحتاجه الهلال هو المهاجم وصانع ألعاب خلفه، إلا أنَّ الفريق لا يزال حتى اليوم بدونهما، ولست هنا ضد التوقيع مع الجناح البرازيلي مالكوم، ولست ضد مبدأ تحسين جودة الفريق في أي مركز؛ لكن ليس من المنطق أن تحسن جودة تلك المراكز قبل أن تؤمن المراكز التي لا تملك فيها جودة أصلًا، كمركز الظهير الأيسر الذي يبدو أنَّ إدارة الهلال وجيسوس سيتشاركان في الجناية على الهلال باستبعاده من صفقات الأجانب، والإصرار على المشروع الفاشل بجدارة (الظهير ناصر)، أو انتظار عودة ياسر الشهراني لأيام شبابه وأفضل حالاته.

 الإصرار على اعتبار ناصر الدوسري خيارًا في الظهير الأيسر، وعبدالله الحمدان خيارًا كهداف أدخل الشك في نفوس الهلاليين حول قدرة جيسوس على تقييم اللاعبين ومعرفة قدراتهم وإمكانياتهم، واكتفاء المسؤول الإداري بالمشاهدة وطأطأة الرأس وعدم اختصار الوقت على جيسوس وإقناعه بأنَّ غيره كان أشطر يعني أنَّ معاناة الجماهير ستطول مع هؤلاء اللاعبين.

حتى فرحة البعض بحضور جيسوس ابتهاجًا بشخصيته القوية التي ستضع حدًا لعك بعض اللاعبين وبرودهم ولا مبالاتهم وتسحيبهم لأقدامهم بدلًا من تسحيب الخصوم بدأت تتلاشى وهي تشاهد سالم الدوسري (على حطة يدك)، بينما يحترق محمد القحطاني وسعد الناصر بحثًا عن الفرصة.

  نعم، هي مباريات ودية وفترة استعداد وتجريب؛ لكنها كافية للقول إنَّ مشكلات الهلال الفنية كثيرة، والفريق يحتاج لعمل كبير وسريع، ولا يجب أن تنتظر إلى 7 سبتمبر حيث نهاية فترة الانتقالات الصيفية؛ إذ يجوز بل ومن المستحب أن تغلق الملف باكرًا، وأن يحضر لاعبوك الجدد في أسرع وقت حتى يتحقق الانسجام، ومن المزعج حقًا أن تبدأ الدوري بعد أسبوعين تقريبًا بدون مهاجم ولا صانع ألعاب حقيقي، وبدون ظهير أيسر!

 

قصف

  ** أعتقد أنَّ حارس المرمى لا يجب أن يكون قائدًا للفريق مهما كانت شخصيته وخبرته؛ القائد يجب أن يكون دائمًا في وسط الميدان، قريبًا من جميع اللاعبين، عينًا للمدرب ومعينًا له، قادرًا على ترتيب المنظومة واكتشاف أخطائها وتصحيحها، الكابتنية في الهلال لها معايير مختلفة تمامًا.

 

** الأموال التي دفعت أو ستدفع لتسديد ديون الأندية يجب أن تدخل ضمن الحسبة، ليس من العدل أن تختلف الأندية في تكاليف ديونها، وأن تتساوى في مبالغ صفقاتها.

 

** في الوقت الذي لا تزال المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة حريصة فيه على لم شمل العرب رياضيًا وبذل الغالي والنفيس لجمع الشباب العربي يصر بعض مرضى النفوس على تشويه هذه التجمعات بأقوال أو أفعال عنوانها الجحود والنكران، ودافعها الحقد والحسد أو الابتزاز.

 

** الضيف الذي لا يحترم مضيفه لا احترام له ولا حشيمة.