دراسة مهمة وشيقة: ماذا يفعل الإنسان العادي كل يوم؟ في تحليل علمي حديث، قام باحثون من جامعة ماكجيل بتجميع سنوات من البيانات لرسم خريطة لمتوسط يوم الإنسان. وجد مشروع "الوقت البشري"، أن الإنسان العادي ينام 9 ساعات لكنه يعمل فقط 2.6 ساعة.
قام الباحثون بجمع بيانات من 145 دولة بين عامي 2000 و 2019. وشملت البيانات استطلاعات استخدام الوقت، والإحصاءات الوطنية للتوظيف ووقت العمل، والسجلات الدولية لتعليم الشباب وتوظيفهم. لكشف ما سماه الباحثون: "تقدير كامل لما يفعله البشر، بمتوسط بمرور الوقت وعبر جميع السكان".
إذاً كيف يبدو يوم الإنسان العالمي هذا؟ أولاً، يقضي الإنسان العادي حوالي 9.1 ساعات في النوم أو الراحة. قد يبدو هذا كثيرًا بالنسبة للبالغين المحرومين من النوم، لكن الدراسة تضمنت بيانات من أطفال في سن صغيرة مثل الأطفال حديثي الولادة، الذين ينامون لساعات طويلة جداً.
أثناء الاستيقاظ، يقضي الشخص العادي ما يقرب من ثلث يومه في الأنشطة السلبية والتفاعلية والاجتماعية. تشمل هذه الساعات 4.6 تقريبًا القراءة ومشاهدة التلفزيون والقيام بالفن وممارسة الألعاب والذهاب إلى التجمعات مع الأصدقاء أو العائلة أو ببساطة عدم القيام بأي شيء على الإطلاق.
يقضي الإنسان في الأكل وتحضير الطعام 2.5 ساعة أخرى. وتستغرق النظافة، بما في ذلك التجمل والغسيل وارتداء الملابس، حوالي 1.1 ساعة. تنظيف وصيانة المساحات التي نسكنها يكلفنا 0.8 ساعة في اليوم.
بالرغم من أن العمل قد يستغرق وقتًا كبيرًا للأفراد العاملين، إلا أنه عندما ننظر إليه من خلال منظور يوم الإنسان العالمي، يبدو وكأنه مجرد شريحة صغيرة من الزمن، تبلغ 2.6 ساعة فقط. والتعليم أيضًا ليس مطلبًا مُرهقًا جدًا، إذ يستغرق 1.1 ساعة فقط.
وبشكل مثير للاهتمام، فإن إنتاج السلع وبناء المنازل والبنية التحتية، والوقت اللازم لتحقيق ذلك، يستغرق 0.8 ساعة من يوم الإنسان المتوسط. فكر في ذلك: منازلنا، وكل الأشياء التي نحيط أنفسنا بها، والمدن والبلدات التي نعيش فيها، تحتاج فقط إلى 3 % من وقتنا الجماعي للإبداع.
كان الباحثون أيضاً فضوليين بشأن تغير استخدام الإنسان للوقت بتغير الثروة. وجدوا اختلافات واضحة. يقضي سكان البلدان ذات الدخل الأعلى حوالي 1.5 ساعة إضافية في اليوم مقارنة بسكان البلدان ذات الدخل الأدنى في الاستمتاع بالتجارب، مثل تناول الوجبات وممارسة النشاط البدني والأنشطة الفراغ، بالإضافة إلى ذلك، يقضي الأشخاص في البلدان الأغنى متوسطًا، خمس دقائق فقط في اليوم على زراعة الغذاء وجنيه، بينما يقضي الأشخاص في البلدان الأفقر أكثر من ساعة في ذلك،
لكن وجد الباحثون العديد من القواسم المشتركة أيضًا. في جميع أنحاء العالم، نميل جميعًا إلى قضاء نفس الكمية من الوقت في تناول الطعام وإعداد الطعام ونقل أنفسنا والاهتمام بالنظافة والاستحمام.
لذلك فهم كيفية عمل النظام البشري، "الوقت البشري"، العالمي أمر بالغ الأهمية إذا كنا نرغب في تطوير نظام عمل فعال، والتكيف مع التغير التكنولوجي السريع مثل الذكاء الاصطناعي، وتحقيق أهداف التنمية العالمية.
التعليقات