تحدثت مع كاتب قصة صديق، حول التكون الثقافي والمعرفي التراكمي الذي ينشأ لدى الأشخاص المهتمين بالكتابة والذين تحولوا فيما بعد إلى كتاب، عبر القراءة التي مثلت أساساً رصيناً في التلقي، وبحكم أنه من أبناء جيلي، فقد كانت القراءة في بدايات حياتنا المعرفية في زمن الثمانينات الميلادية ونحن على مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، أساساً في التلقي المعرفي، حيث نشأ لدى اهتمام وفضول لمعرفته المصطلحات العلمية، وبدأت وأنا في بداية المرحلة الثانوية أراسل الصحف، وعملت في إحدى الصحف مندوباً صحفياً، وكنت أعاني كثيراً في الحصول على معلومات عن أي مصطلح، أضطر لزيارة المكتبة العامة، والمكتبات الخاصة لبعض الكتاب البارزين والوراقين في تلك الفترة.
وأصبح المصطلح يشغلني كثيراً، فكونت رصيداً جيداً من التعريفات لعدد كبير منها، وبدأت في نشرها في الصحيفة التي أعمل بها كزاوية أسبوعية.
المهم أن المصطلحات العلمية والسياسية والاقتصادية وغيرها هي تعريفات مختصرة للعلوم والمعارف أو حتى السلوكيات أو الاتجاهات السائدة وخلاف ذلك، والتي تهدف إلى توصيل الفكرة بشكل مختصر، على سبيل المثال (الأيديولوجيا) نحتاج حتى نفهم هذا المصطلح أن تقسمه أولاً إلى (أيديو) التي تعني أفكار، و(لوجيا) وتعني علم، وبوصفها مفهوماً حديثاً فإن التعريف الأكثر تكاملاً لها يحددها بأنها: النسق الكلي للأفكار والمعتقدات والاتجاهات العامة، الكامنة في أنماط سلوكية معينة، وهي تساعد في تفسير الأسس الأخلاقية للفعل الواقعي وتعمل على توجيهه.
ونأتي بعد ذلك للمصطلحات المرتبطة بالعلوم الأخرى، مثل: سيكولوجيا، سوسيولوجيا، مثيولوجيا، وغيرها، نقسمها أولاً، وقد اتفقنا سابقاً أن (لوجيا) تعني العلم، وما يسبقها هو الاتجاه العلمي الذي يتناوله المصطلح، فسيولوجيا، يشير إلى «علم الاجتماع» وهو العلم الذي يدرس المجتمعات والقوانين التي تحكم تطورهم وتغيرهم، وهكذا، وربما يتاح المجال للحديث عن مصطلحات أخرى في مقالات قادمة «إن شاء الله».
التعليقات