التسويق بالمحتوى من أهم طرق جذب العملاء للمنصات المملوكة للمنظمة كالموقع والتطبيق الإلكتروني وحساباتها في منصات التواصل الاجتماعي من خلال ما يعرف بالتسويق الوارد، حيث يصنف المحتوى بحسب طول عمره إلى محتوى موضوعي (Topical Content) عمره قصير يتناسب مع فترة محددة من الزمن هو الأقرب إلى تغطية الأحداث والأخبار والمناسبات، ومحتوى دائم (Evergreen content) الذي يمكن استخدامه في مراحل مختلفة من رحلة شراء العميل ويمتاز بطول عمره وأنه عام مناسب لمختلف شرائح المجتمع على شكل مقالات وفيديوهات تعليمية وحالات دراسية وغيرها الذي يتناسب مع كل زمان ومكان.
كذلك للمحتوى عدة صيغ وأشكال يمكن للمنظمات استخدام أحدها أو مزيج منها (content marketing mix) عبر خلق محتوى يلقى تفاعلاً وقبولاً من الجمهور، فمن أشكاله المقال الذي يتميز بقبوله لأن الجمهور يثق فيه أكثر من المادة الترويجية بالإضافة إلى دوره الكبير في تحسين تواجد المنظمة في محركات البحث (SEO)، أيضاً الورقة البيضاء (White Paper) وهي تقرير توعوي يحتوي في الغالب على أرقام ونسب ومعدلات، والكتاب الإلكتروني الذي يكون في العادة على شكل مادة مختصرة للورقة البيضاء يصاغ بشكل تحريري مشوق يقدم فيه المشكلة ويناقش كيفية حلها، ومخطط رسم المعلومات (Infographic) الذي يعرض الأرقام الضخمة والمعقدة للمعلومات في تصميم إبداعي بسيط يتضمن في العادة تسلسلاً زمنياً، والفيديو وهو أكثر محتوى يلقى تفاعلاً من الجمهور وبالذات الفيديو العمودي الذي يأخذ شكل شاشة الجوال بالطول، والرسوميات المتحركة (Motion Graphic) الثنائية أو الثلاثية الأبعاد التي تكون على شكل فيديو وتمتاز بقبولها الكبير في منصات التواصل الاجتماعي، أيضاً الواقع الافتراضي (Virtual reality) الذي يقصد به العالم غير الحقيقي الذي يمكن التجول داخله بشكل يحاكي العالم الحقيقي عبر خوذة أو نظارة خاصة، والواقع المعزز (Augmented Reality) الذي يدمج بين الواقع الافتراضي والواقع الحقيقي بالإضافة إلى الواقع المدمج أو المختلط (Mixed Reality) والذي يسمى أيضاً بالواقع الممتد (Extended Reality) وهي تقنية حديثة تدمج بين الواقع الافتراضي والمعزز والحقيقي كما في نظارة أبل الجديدة، أيضاً من الصيغ الأخرى للمحتوى الصورة التي تلتقط عبر الكاميراً وتسمى أيضاً بالصورة الفوتوغرافية، والرسومات (Graphic Design) وتسمى أيضاً (Visual Design) وهي التصاميم الإبداعية الإلكترونية، والصور المتحركة (Gif) التي تأتي على هيئة فيديو بحجم صغير، أيضاً التدوين الصوتي (Podcast) وهي كلمة مشتقه من جزئين "البث" (Broadcast) و"الآي بود" (iPod) لتعبر عن التسجيلات الصوتية بحسب الطلب التي تستخدم من خلال الأجهزة الذكية، كذلك الندوة الإلكترونية (Webinar) وهي كلمة مشتقه من جزئين "شبكة الإنترنت" (Web) و"الندوة" (Seminar) لتعني الحضور الالكتروني للندوات عن بُعد صوت وصورة، وفي الأخير التصويت كأحد طرق استطلاع الرأي.
ولابد قبل إنشاء أي من هذه الأنواع من المحتوى أن يتم معرفة وفهم العملاء المستهدفين ثم تحديد سلوكهم لتكوين شخصية العميل (Customer Persona) أو كما تسمى شخصية المشتري (Buyer Persona) وهي شخصية تجسد مجمل الجمهور المستهدف في شخصية واحدة خيالية (Avatar) التي يتم استنتاجها عبر المراقبة والاستماع لتوجهات الشريحة المستهدفة في مواقع التواصل الاجتماعي (Social Listening) ومن خلال تحليل الموقع الإلكتروني (Website Analytics) للمنظمة بالإضافة إلى القيام بعمل أبحاث تسويقية كل ذلك بغرض معرفة هذه الشخصية وتحديد صفاتها الديمغرافية وأين تقضي أوقات فراغها وما اهتماماتها وسلوكها في الشراء وفي كيفية استخدامها للمنتج أو الخدمة وما مشكلاتها وكيف تقوم بحلها، لتساعد على عمل استراتيجية المحتوى للمنظمة بشكل يسهل تفصيل المحتوى والرسالة الإعلانية والنبرة المناسبة للجمهور المستهدف في كل مرحلة من مراحل شرائها.
التعليقات