لا أعرف كيف أصف أشياء لا توصف، مهما حاولت البحث، هناك أسماء لأشياء لا تجد لها معنى واضحا أو محددا، الأسبوع الماضي حضرت عرضا موسيقيا في مدينة ناشفيل الأمريكية والمعروفة بموسيقى الكانتري، أو الموسيقى الريفية إذا أردنا أن نترجمها. والمكان الذي لا يجب أن يفوته عاشق للموسيقى إذا زار ناشفيل، هو الجراند أول أوبري، مسرح ضخم يعد أحد معالم هذه المدينة التي تشتهر بالموسيقى التي يمكنك أن تمشي في شوارعها وتشعر بالموسيقى تنبض في كل مكان، هي عرفت بذلك، هذه شهرتها وسمعتها وما تعيش عليه وبه.
والجراند أول أوبري هو اسم البرنامج الموسيقي الإذاعي الذي بدأ في العام 1925 والذي تخصص في موسيقى الكانتري وكان سببا في شهرتها، أصبح البرنامج الإذاعي المستمر حتى الآن والذي يستمع إليه الملايين، مكانا أيضا تقدم فيه أشهر عروض فناني الكانتري وأصبح الانضمام إلى عضوية هذا المكان تعطي الفنان شهرة واسما لامعا في هذا الفن.
المسرح الضخم الذي تقام فيه حفلات الجراند أول أوبري الحالية أقيم في العام 1974 وهو مزار يزوره 500000 عاشق لهذا الفن كل عام.
تسير في مدينة ناشفيل، وتستمع إلى عروض موسيقية في كل ركن وزاوية، من الصباح حتى الصباح التالي، حين وصلت مبكرة إليها، وفي انتظار استلام غرفة الفندق، قررت أن أتجول في شارع برودواي الشهير، وكان قرارا صائبًا لأن زيارة هذا الشارع في الليل مستحيلة بسبب الازدحام والأمور الأخرى، كل مبنى، محل، زاوية تحتفي بالموسيقى، الجداريات، المنحوتات الموزعة في كل مكان في ناشفيل، كلها تعبر عن الموسيقى، حانات صغيرة منزوية، مطاعم ضخمة، سطح بناية قديمة، كلها تقدم لك الموسيقى، والفنانين يقدمون عروضهم وأمامهم سطل ينتظرون من المستمعين البقشيش الذي يدل على مدى استمتاعك والذي يعيشون عليه، بمقدار جودة الفنان يحصل على مستمعين أكثر ومالا أكثر.
ناشفيل المدينة الصغيرة أصبحت مدينة كبيرة يؤمها السياح العاشقون لفنها والفضل يعود إلى برنامج إذاعي تحول إلى مكان يقدم عروضا ضخمة لأعظم فناني الكانتري، هذا هو الجراند أول أوبري. الذي أعطى ناشفيل هويتها. وأسماء ضخمة مثل جوني كاش، دوللي بارتون، بليك شلتون، كيث إربان، كاري اندرود. حملت وتحمل عضويته، وأنا لأني أحب موسيقى الكانتري التي تمتاز بالاحتفاء بالكلمة والقصص التي تحكيها الأغنيات، وهي مسألة قريبة منا ومن الأغنية السعودية واحتفائها بالكلمة، ربما لذلك أحببت هذه الأغاني، قررت أن أزور ناشفيل، وأن أكتب لكم عنها.
التعليقات