بعد اختتام فعاليات ظاهرة "الرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2022" يوم 30 أبريل الماضي، والتي نظمتها على مدى عام كامل منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم (إيسيسكو)، تكون عاصمة المغرب قد أعطت تصورًا للعالم على عراقة تاريخها، وتميز تراثها، وعمق حضارتها، وإبراز هويتها الثقافية التي توارت قليلًا نتيجة لطابع المدينة كحاضرة إدارية وسياسية للمملكة المغربية.
فتاريخ "رباط الفتح" كما يسميها المؤرخون يزخر بمعالم أثرية متميزة ترجع إلى عهد دولة الموحدين (1121م و 1269م) من ضمنها مسجد وصومعة حسان، وقصبة الأودية، وموقع شالة؛ وفي عهد المرابطين (1056- 1147م) ثم عهد المرينيين والعلويين؛ وكلها فترات لازالت أثارها ماثلة للعيان ويرتادها زوار المدينة من كل البقاع.
وتبعًا لمسار تعزيز جاذبية المدينة، وبمبادرة من العاهل المغربي الملك محمد السادس عام 2014 تم إطلاق مبادرة "الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية"، حيث تم الشروع في إنشاء مشاريع ثقافية ضخمة، توزعت بين مسارح ومتاحف ودور للثقافة ودور للفنون وإعادة تشكيل المكتبات، وتأهيل لأحياء المدينة العتيقة، وأخيرًا إنشاء المسرح الكبير الذي سيفتح أبوابه قريبًا كونه معلمًا حضاريًا بمواصفات دولية، لاستضافة جميع التظاهرات الثقافية والفنية المحلية والعالمية.
والرباط اليوم تفخر بماضيها، وتتطلع لمستقبل يعزز مكانتها ضمن الحواضر الإسلامية، لجعل الثقافة حدثًا يوميًا في حياة المواطنين، لتتناسب مع قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 2012، والقاضي بتصنيفها تراثًا ثقافيًا عالميًا، ومركز إشعاع حضاري ضمن منظومة المدن الإسلامية المعروفة كوجهة للسياحة الثقافية والثراء التاريخي.
التعليقات