بحسب المستشرق الألماني جوهن جاكوب هيس الذي استقى معلوماته من موهق بن غنام العتيبي رحمه الله عند ما التقاه في مصر سنة 1930م فإن البدو يعتقدون أن النجوم هي من تتحكم بالمناخ ولأجواء وتغيراتها وتجلب الحر الشديد والمطر والرياح العاصفة ويسمون النجم بالنوء وهو أي النوء الحر والرياح الساخنة والمطر ويعتبرون هذا نتيجة لظهور نجم معين.
وعلى سبيل المثال فنجم سهيل حسب اعتقادهم هو من يجلب الريح الساخنة والحر الشديد ويقولون (سهيل نوه سموم وومد) ويدا الثريا (آلفا الثور وبيتا ذات الكرسي) تجلبان المطر المسمى (ثروي) ويقولون بلهجة عتيبة ( تنوي كفوف الثريا مطر يقال له الثروي) ودلو الثريا (بيغازوس أو الفرس) يولد المطر الخفيف المستمر ديمة أما الجوزاء فهي تجلب المطر المسمى نوء الجوزاء
وفي اعتقادهم أيضا أن تنائر النجوم كالغبار "كثح النجوم" يجلب غيوم الغبار والعواصف الحارة وأن طلوع أي نجم يسبقه بست ليال عجاج وسموم وينطقونه (عجاج وسموم قدم النجوم تطلع).
ويعتقدون أيضا أن الثريا إذا ظهرت في المساء جلبت لهم المطر ويقولون عنها (إليا ضاوت ناوت) ولاحظ أنهم يتشاءمون من المطر الذي يهطل قبل 10 ليال من طلوع الثريا ولا يحبونه ويسمونه (مطر النطوح) لأنهم يعتقدون أن المطر لن يهطل طوال موسم ربيعهم القادم وفي نفس الوقت ينتظرون مذنب (أبو لحية) الذي يظهر في مواسم الأمطار الربيعية وبذلك فهو مدعاة للمحبة والتفاؤل.
وعن النجوم والكواكب الأخرى وفهمهم لها ومسميات تأثيرها يقول ضمن كتابع بدو وسط الجزيرة بأن الهلال عند ما يظهر لهم بداية شهرهم لأول مرة ويشاهدونه يقولون (يا هلال يا سعيد عساك شهرن مبارك) وعند كسوف القمر يقول بعضهم (القمر محترق) بينما يقول آخرون القمر كشف. والبعض منهم يصلون ويبكون لأنهم يخافون من أن نهاية العالم قد جاءت ويبتهلون في هذه الحالة إلى الله ونبيه بقولهم ( يلحقنا من الله الكريم رحمه ومحمد النبي شفاعة)
وعن مغيب النجوم يقولون خفقة النجوم أي غيابها غربا عند المساء واختفائها كليا وخفقت الثريا عندهم هو الزمن الذي لا تظهر فيه الثريا وطلوع النجوم بعد الغروب ينطقونه ضاوي أو يضاوي وعند مشاهدتهم لدوار القمر أو الشمس وهي الحلقات حول القمر أو الشمس يعدون ذلك من علامات قدوم المطر ويقولون (الليل غدراء) أي بلا قمر وغداري ليال مظلمة بلا قمر ولا ضوء ولاحظ أنهم يطلقون كلمة نجم على النجوم وأيضا على اللمعان الناجم عن اصطدام أجسام بالغلاف الجوي واحتراقها ويقولون أحيانا النجم طاح أي سقط. ويسمون درب التبانة بالمجر ( بعض العامة يعتقد أنه مسحب الكبش الذي انزل على نبي الله إسماعيل عليه السلام فداء له)
واستعرض بعض مسميات أخرى تتعلق بالطبيعة عندهم مثل قولهم غصنة وجمعها غصين يقصدون فيه المطر المعتدل والرعد يسمون جمعه رعود ويقولون عند سماعه: عزك يا دايم الوحي وعند مشاهدة البرق الذي هو من علامات قدوم المطر يرددون: كريم يا لكريم الرجاء والبرق البعيد أو الخفيف يقولون عنه سنا برق والصاعقة الرعدية يسمونها صاقعة والجميع صواقع وفسرها هيس أو نقل قناعتهم بأن الصواقع هي النيزك الحديدي أثناء ما يكون الرعد قويا جدا يسقط نيزك (سيف من حديد النيازك).
ولا حظ أيضا أنهم يطلقون على السحب التي تنشأ في الفترة ما بين الظهر وغروب الشمس وتجلب معها المطر روائح أو مراويح والخيال هي الغيوم الثقيلة السوداء والنفيض السحب الضبابية وهي نثرات الغيوم بعد المطر.. (يستكمل في حلقة قادمة)
التعليقات