ثمن فنانون مسرحيون "مبادرة المسرح المدرسي" التي دشنتها وزارة التعليم بالشراكة مع وزارة الثقافة وهيئة المسرح والفنون الأدائية، وبالتعاون مع جامعة "موناش" الأسترالية، مؤكدين على أنها فرصة مهمة لغرس حب الفن المسرحي بأسلوب بسيط، وتطوير شخصية الطالب علمياً واجتماعياً وإبداعياً.
مبادرة محفزة..
في البداية أكدت الفنانة ناهد نبعة على أن مثل هذه المبادرات تساهم في خلق جيل واعٍ، وترسّخ مفهوم المسرح عند الأطفال واليافعين، وتغرس القيم المعرفية بطرق البحث والتطوير الشخصي؛ عبر دمجهم في برامج ومناهج تدريبية تتدرج حسب فئاتهم العمرية.
وأضافت: "من الرائع تحفيز الطلبة والطالبات في التعليم العام على التنافس في تقديم أعمال مسرحية تشجعهم على اكتشاف أنفسهم، والبحث عن شغفهم، بل يتجاوز ذلك إلى تطوير قدراتهم العلمية والشخصية وإكسابهم الثقة بالنفس، وتعليمهم كيفية مواجهة الجمهور، مع تعزيز روح القيادة في نفوسهم، وتدريبهم على العمل بروح الفريق الواحد".
عمل جماعي..
من جهته، أشار الفنان أحمد الحمدان إلى أن المسرح عمل جماعي يعتمد على التعاون والتكاتف بين جميع أعضاء الفريق للوصول للنجاح المطلوب، مشيداً بالمبادرات -بين وزارة الثقافة ووزارة التعليم- التي تركز على تعزيز حضور المسرح في حياة الطلبة والطالبات في مقتبل العمر.
وقال: "إذا تمكنا من تدريب الأطفال على كيفية التواصل الإيجابي فيما بينهم، والتشاور ومناقشة الأفكار والاقتراحات وتطويرها للارتقاء بالعمل المسرحي؛ هنا سنكون قد نجحنا في بناء شخصيات مستقبلية جاهزة لاقتحام سوق العمل المسرحي بمختلف مجالاته".
تعزيز الإبداع..
فيما أكد الكاتب والممثل المسرحي حسين البديوي على أن احتضان الطلاب والطالبات الموهوبين منذ نعومة أظفارهم، وتسليط الضوء على ما يتمتعون به من قدرات مميزة؛ يساهمان في تعزيز الإبداع لديهم ووضعهم على الطريق الصحيح، خصوصاً عند احتكاكهم بالرواد وأصحاب الخبرات الذين سينيرون لهم الدرب لقراءة الإرث الثقافي العميق لوطنٍ بحجم المملكة.
وقال: "عُرف المسرح بدوره المهم في تطوير شخصية الطالب على المستوى العلمي والاجتماعي والفني والإبداعي، وذلك من خلال جدول التدريبات المكثفة التي يقضيها الممثل في التَدرُب على تقمص شخصيته في القصة المسرحية، والتي تستوجب الاطلاع والبحث لمعرفة أبعاد وتفاصيل الدور المراد تجسيده، إضافة للعمل المتواصل للتمكن من الوقوف على خشبة المسرح ومواجهة الجمهور، وما يتحتم عليه من تمارين جسدية كثيرة لإقناع المشاهد بأدائه المسرحي". وشدد البديوي على ضرورة غرس أهمية الرسالة التي تطرح على خشبة المسرح في نفوس الطلبة والطالبات المنضمين حديثاً لهذا الفن، وأضاف: "من الضروري أن يستوعب الأطفال واليافعون؛ أن المسرح ليس مكاناً للتهريج والإسفاف، بل هو منبر راقٍ يجمع كافة الفنون ويدمجها لتظهر في قالبٍ درامي يغوص بشكل غير مباشر في أعماق المتفرج، ويحرك مشاعره، ويثير عواطفه، فيضحِكه تارةً ويبكيه تارةً أخرى، وهو المرآة الحقيقية التي تعكس هموم المجتمع وحكاياته".
يشار إلى أن وزارة التعليم دشنت في الفترة الماضية "مبادرة المسرح المدرسي" بالشراكة مع وزارة الثقافة وهيئة المسرح والفنون الأدائية، وبالتعاون مع جامعة "موناش" الأسترالية؛ لتطوير وتمكين منظومة داعمة للمواهب الوطنية، وللإسهام في صنع محتوى مسرحي مُلهم، وخلق فرص وظيفية جديدة في قطاع المسرح والفنون الأدائية، وتأتي هذه المبادرة تحت مظلة استراتيجية تنمية القدرات الثقافية، والتي أطلقتها وزارتا الثقافة والتعليم في وقتٍ سابق؛ بهدف ربط مخرجات التعليم باحتياجات السوق الثقافي
التعليقات