يتوقع ستيف فوربس -المرشح الجمهوري السابق لرئاسة الولايات المتحدة ورئيس تحرير مجلة فوربس‬ العريقة-: "أن العام المقبل لن يكون جو بايدن‬ مرشح الحزب الديمقراطي". وهو في هذا يمثل رأي العديد من المراقبين داخل واشنطن. هل هذا التوقع دقيق أم مجرد تصريحات للاستهلاك الإعلامي؟ الرئيس جو بايدن بدون شك يواجه الكثير من التحديات، وسجل الكثير من الإخفاقات في عدد من الملفات الملحة، وعلى وجه الخصوص الملف الاقتصادي الذي يعاني من صدمات موجعة مع إفلاس عدد من البنوك وفشل المكتب الفيدرالي في تحقيق تراجع يذكر على مستوى التضخم؛ كذلك ملف الهجرة غير الشرعية الذي سجل معدلات غير مسبوقة منذ دخول بايدن البيت الأبيض. ساهمت هذه الإخفاقات بشكل كبير في تراجع شعبية جو بايدن بين الناخبين. وعلى صعيد آخر ساهمت الشكوك التي تحيط بحالة الرئيس بايدن الصحية وعامل السن في تعزيز افتراضية عدم استمرار الرجل كمرشح للرئاسة في الانتخابات التمهيدية. وكذلك الأخطاء التعبيرية خلال المؤتمرات الصحفية، وضعف التركيز الذي يشاهد كالبدر في الليلة الخامسة عشرة، والسقوط المتكرر أمام الملأ تشير إلى أن جو بايدن سيكون رهانا خاسرا خلال الانتخابات الرئاسية في 2024. أما الملف الأكثر خطورة والداعم لنظرية ستيف فوربس هو ملف الفضائح المالية التي تحيط بابن الرئيس البكر هانتر والرئيس بايدن ذاته، والتي وصلت إلى مرحلة خطيرة ومؤثرة على سمعة الحزب الديموقراطي وحظوظه في الانتخابات الرئاسية 2024. وقد يستدعي الأمور في مراحل قادمة بتر اليد للحفاظ على الجسد، خصوصًا أن تلك الفضائح تتعلق بتعاملات مالية مشبوهة مع دولة الصين التي تعد بحسب واشنطن أخطر مهدد لأميركا. وفي هذا السياق وصلت معلومات إلى رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب جيمس كومر والسيناتور الجمهوري تشاك جراسلي تشير إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان بحوزته وثيقة - نموذج (FD-1023) بتاريخ 30 يونيو 2020 - تتضمن معلومات تصرح بأن الرئيس جو بايدن‬ متورط في قضية رشوة بقيمة 5 ملايين دولار مقدمة من قبل جهات أجنبية مقابل التأثير على القرارات السياسية أثناء توليه منصب نائب الرئيس وذلك بحسب ما نشرته فوكس الإخبارية. يتطلب إقصاء الرئيس جو بايدن وجود مرشح قوي يمكن من خلاله تحقيق أجندات الحزب الديموقراطي التقدمية في إطار وسطي لا يشعل نار الانقسام، وفي ذات الوقت يحافظ على مكانة عراب الحزب باراك أوباما. ومن أجل تحقيق هذه المعادلة نجد أن أنظار المراقبين داخل المشهد السياسي في واشنطن تتجه نحو كمالا هاريس نائبة رئيس الولايات المتحدة.