الهند هي دولة معروفة بمبادئها الديمقراطية والتي تجمع بين ممارسات الحفاظ على البيئة وفي الوقت نفسه أنها ساعدت في تنظيم النضال من اجل البيئة ربما قد يكون هذا هو السبب لإستمرار تأثير حركات مثل " حركة شيبكو اندولن" يعني بها " انضموا إلى الحركة من أجل البيئة" على الرغم من انها محصورة في ولاية صغيرة جبلية ومجتمع صغير لكن شجعت تلك الحركات ملايين من الناس عبر البلاد حتى مرور 50 عاماً وبهذه المناسبة وفي هذا العام 2023م، تحتفل بالذكرى الخميسين لأشهر حركة للعدالة البيئية يسمى " حركة شيبكو آندولن" .

وقال بيان اصدرته الحكومة الهندية مؤخراً " أن حركة شيبكو هي واحدة من العديد من الحركات التي استخدمت المبادئ الديمقراطية في مجال البيئة لتثقيف الناس مع إثارة الإهتمام وتنظيم حقوقهم والعدالة وكذلك الإستخدام الموارد بشكل عادل وقد ظهرت حركات العدالة البيئية في الهند كلما كان هناك صراع حول التوزيع البيئي وعدم المساواة " بحسب البيان . كما تظهر هذه الحركات بشكل تجمعات جماهيرية على سبيل المثال حركة " نارمادا بشاو آندولان، و حركة " نيامجيري" أو احتجاجات لحماية الغابات الأخيرة .

كما أشار البيان إلى أن مثل هذه الحركات تتخذ أشكالاً مختلفة بما في ذلك احتجاج سلمي من قبل المجتمعات المحلية ومنظمات العدالة البيئية والنشاط النقابي من خلال وسائل الإعلام والأفلام والإستئناف إلى السلطات المعنية من خلال الشكاوي الرسمية وحتى الحواجز والإضرابات وذلك من قبل المجتمع المتأثر بذلك وفي معظم الأحيان يتطلب النضال البيئي تورط السلطة القضائية لتحقيق العدالة من خلال النشاط القضائي والدعاوي القضائية مع ذلك أن أشكال مختلفة من المطالبة والعدالة في الهند تبدو طبيعية لتنظر إليها بالعيون الصارخة فإن هذا ليس هو الحال في جميع انحاء العالم .

ومن المعلوم أن الهند تتصدر قائمة الصراعات البيئية المتعلقة بالتنوع البيولوجي حيث تعبر العيون المجردة عن قلقها إزاء حالة الشؤون البيئية المأساوية في جمهورية الهند لكن نظرة شديدة الحساسية ستروي قصة مختلفة تماماً فإنها الفكرة الديمقراطية التي تحتضن حدوث الصراعات البيئية والإحتجاجات من قبل المواطنين الهنود حيث سجلت الهند الديمقراطي في تاريخها البيئي مزيداً من حالات المطالبة بالعدالة حتى لا يخشى المحتجون للعدالة رد فعل وحشي من الدولة .

كما اشار التقرير إلى أن الإلتزام بالحفاظ على البيئة والإستدامة ومراعاة البروتوكولات الدولية وضمان التنمية دون خسارة البيئة قد مكن اصحاب المصلحة من تنظيم انفسهم والسعي للإنصاف في الهند حيث يقول التقرير " أن الهند لديها السلطة القضائية المستقلة والإستباقية التي نراها هي عنصر أساسي للديمقراطية البيئية " على حد قوله مضيفاً أن جميع الحركات البيئية في الهند ضمنت ثلاثة مبادئ رئيسية للديمقراطية هي أن يحصل النشطاء على ظروف مواتية للتثقيف والتنظيم والتحرك .

ومن بين الشروط – الشرط الأول هو الحق في الحصول على معلومات عن جودة البيئة ومشاريع التنمية المقترحة مما يتيح لأصحاب المصلحة إجراء تحليلات فعالة للتكاليف والفوائد وثانياً الحق في حرية التعبير والإحتجاج مما يوفر للمواطنين وسيلة مضمونة دستورياً للتعبير عن عدم موافقتهم على الظروف البيئية السائدة أو المشاريع المقترحة وثالثاً هو الحق في السعي لإنفاذ القوانين والعدالة البيئية من التشريع والسلطة القضائية .

بالإضافة إلى ذلك ، تعد الحركات مثل " حركة إنقاذ وادي الصمت" في ولاية كيرلا و "حركة محمية الحياة البرية بهيماشانكار" وكذلك صراع حديقة سيمليبال الوطنية هي مجرد بعض الأمثلة القليلة على كيفية توفير الديمقراطية كالبيئية في الهند والتي توفر مساحة كافية للتعبير عن الإعتراض والتشاور مع جميع الأطراف المعنية في هذا الصدد . وهناك مجالاً هائلاً في الهند لتوسيع الخطاب العام وجعله شاملاً قدر الإمكان في حين هناك روابط قوية بين الإجراءات لتعزيز الجهود الديمقراطية والعمل من اجل تحقيق العدالة البيئية كلها تجعل الهند مثالاً شعلةً للديمقراطية البيئية .