أعلنت الهيئة العامة للإحصاء تعداد سكان المملكة عام 2022، وجاءت الأرقام مفاجئة للجميع، حيث تراجع عدد السكان إلى 1,935,597 نسمة عن آخر الأرقام التي تم نشرها في منتصف عام 2021 وبنسبة تراجع قاربت الـ 6 %، أما منطقة الرياض فقد أظهرت البيانات أن عدد سكانها تجاوز 8.6 ملايين نسمة بعد أن كانت التقديرات تشير إلى أن العدد في حدود 7 ملايين نسمة، (الهيئة) أصدرت بيانا فسرت فيه سبب تراجع عدد السكان، حيث أكدت في بيانها أنه لا يوجد انخفاض فعليا في عدد السكان بين عامي 2021-2022، وإنما حدث تغيير جوهري في منهجية التعداد أكثر دقة وشمولية باستخدام البيانات الرقمية والجغرافية المكانية، وقد وصلت دقة البيانات إلى 95 % لتتماشى مع أفضل ممارسات العمل الإحصائي العالمي، وعليه فقد تم إعادة تقدير الأرقام من عام 2010 إلى 2021 حسب نتائج تعداد 2022 التقديرات المحدثة أظهرت أن عدد السكان سجل نموا ضعيفا في عام 2017 بزيادة 23 ألف نسمة فقط، ثم تراجع حاد في عام 2018 بنحو 781 ألفا، وتراجع آخر في عام 2019 بنحو 132 ألفا، وأعتقد أن سبب هذا التراجع في أعداد السكان هو المقابل المالي الذي فرض على المرافقين ما تسبب في خروج أعداد كبيرة من أسر الوافدين، أما في عام 2020 فقد حدث نمو كبير في عدد السكان وهذه السنة صادفت جائحة كورونا التي تسببت في إغلاقات وتوقف لحركة السفر، وفي عام 2021 سمح بالسفر وخرج عدد كبير من الوافدين وهو ما أثر على عدد السكان الذي تراجع بنحو 768 ألف نسمة، عام 2022 وهو الأكثر دقة إحصائيا في تاريخ المملكة والذي يتماشى مع المعايير الدولية للتعداد السكاني المعمول بها في دول مجموعة العشرين والدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فقد ارتفع عدد السكان بنحو 1.4 مليون نسمة، في التقديرات السابقة كان عدد السكان السعوديين 19.4 مليونا ولكن عام 2022 تراجع العدد إلى 18.8 مليونا حسب الأرقام الفعلية، نسبة السكان غير السعوديين ارتفعت إلى 41.6 % من 36.4 % في عام 2021 وهذا قد يكون بسبب بدء المشاريع العملاقة مثل القدية ونيوم والبحر الأحمر وغيرها من مشاريع الرؤية والحاجة إلى أعداد كبيرة من العمالة الأجنبية لتنفيذ هذه المشاريع، وزيادة نسبة الأجانب تتوافق مع تصريح سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- عندما قال نريد أن يرتفع عدد سكان المملكة من 50 إلى 60 مليون نسمة بحلول العام 2030، بحيث تصل نسبة السكان الأجانب 50 %، إلزام الشركات العالمية بنقل مقراتها الإقليمية إلى المملكة ساهم في زيادة السكان وبالذات مدينة الرياض، حيث بلغت نسبة نمو السكان غير السعوديين نحو 42 % عن سنة الأساس 2010 بينما بلغت نسبة نمو السكان السعوديين 34.2 % وهذا النمو يؤشر إلى إمكانية وصول عدد سكان الرياض إلى 15 مليون نسبة حسب المستهدفات التي وضعتها الحكومة من أجل تعزيز القيمة الاقتصادية للعاصمة السعودية وتعظيم موارد الدولة المالية غير النفطية من خلال تحريك الأنشطة الاقتصادية من خلال زيادة عدد سكانها، معدلات نمو السكان حسب المناطق جاءت حائل كأعلى المناطق نموا بنسبة 41,3 % نمو السكان غير السعوديين 66.7 % والسعوديين 32.9 % النمو الكبير في عدد سكان حائل غير السعوديين يعطينا مؤشر عن نمو اقتصاد المنطقة، أقل المناطق نموا هي منطقة مكة المكرمة تشير الأرقام إلى نمو بنحو 26.3 % السكان السعوديين أكثر نموا بنسبة 35 % وغير السعوديين 16.8 % ضعف نمو السكان غير السعوديين في منطقة مكة المكرمة قد يكون بسبب مشاريع إزالة الأحياء العشوائية وعدم قدرة الأسر الأجنبية على تحمل تكاليف السكن في الأحياء المنظمة، وبالتالي انتقلت بعض الأسر إلى مناطق أخرى أو عادوا إلى بلدانهم، التوزيع النسبي للسكان غير السعوديين أظهر أن أعلى الجنسيات الأجنبية هي الجنسية البنغلاديشية بنحو 2.1 مليون وبنسبة 15.8 % هذه النسبة العالية غير صحية من الناحية الاقتصادية؛ لأنهم من أقل الجنسيات في الإنفاق الاستهلاكي وأكثرهم منافسة للسعوديين في الأنشطة التجارية، ولذلك من المصلحة تغير التركيبة السكانية لغير السعوديين.
عدد الوحدات السكنية 12.4 مليون وحدة عقارية، المساكن المشغولة بأسر 8.2 ملايين وحدة، نسبة الشقق 50.6 % تملك السعوديين للمساكن وصل إلى 60.6 % أعلى المناطق في تملك المسكن حائل بنسبة 74.9 % والأقل منطقة المدينة المنورة بنسبة 54.5 %، أما الرياض فقدت جاءت أرقامها متماشية مع المتوسط العام على الرغم من ارتفاع أسعار الأراضي السكنية.
الأرقام الذي أظهرها تقرير التعداد السكاني لعام 2022 فيها تفاصيل كثيرة أسعدت المهتمين بهذه الأرقام، وتكمن أهمية البيانات الإحصائية الدقيقة والتفصيلية في مساعدة الدولة والقطاع الخاص على بناء خطط استراتيجية قصيرة وبعيدة المدى أكثر دقة.

التعليقات