بعد كُتبها الصادرة عن دار الفارابي «إضاءات موسيقية وفنية» (2016) و»الفرح عنوان الأبد» (شعر، 2019) و»موسيقات وفنون وثقافات» (2022)، تُطلق الكاتبة والناقدة الموسيقية والفنية والشاعرة هالة نهرا كتاب «الموسيقى في لبنان بين العام 2000 والعام 2020» وديواناً شعرياً بعنوان «أمنحُ شعوبي أسمائي الـ7» الصادرَين حديثاً عن «دار فواصل للنشر» (بيروت، لبنان- 2023). في كتابها النقدي الجديد ورَدَ أنّ الموسيقى والأغنية والأعمال التأليفية الموسيقية في لبنان بين العام 2000 والعام 2020 بحرٌ واسعٌ زاخرٌ مائجٌ حيناً ورائقٌ أحياناً، تسبح فيه وتطفو نماذج كثيرة ومتنوّعة ومتشعّبة، ويضمّ عدداً كبيراً جداً من الأسماء والنتاجات التي لا يمكن ذِكْرها بأكملها والإحاطة بها برمَّتها من كلّ جوانبها نظراً لوفرتها وغزارتها، لا سيّما في كتابٍ واحد. تحاول هالة نهرا ههنا أن تضيء بتواضع على عددٍ من الأسماء الوازنة والنتاجات البارزة والمؤثّرة بين العام 2000 والعام 2020، إلى جانب محور يضيء على عدد محدَّد من الأوركسترا والكورالات. هذا علماً أنّ الأعمال الموسيقية تترجّح عموماً بين التراثيّ والنهضويّ والكلاسيكيّ، والمعاصر الجديد في أفلاك وأمداء التجريب والتأليف الحرّ المشرَّعَيْن على الرحابة والدمج والرؤى المنفتحة على العالم وتلك التي تنهل من روافد العالم، والغناء الملتزم في أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية عموما، وسواها من الحساسيات والميول والأنواع والأساليب والأطر والاتجاهات الفنية التي تتأرجح بين المحلّيّ والعربيّ والعالميّ، ولا يمكن تشريحها كلّها بالتفصيل بطبيعة الحال. ولأنّ لعددٍ من الموسيقيين المذكورين أعمالاً تندرج معاً أو في آنٍ واحد في خاناتٍ ومحاور مختلفة ومتنوّعة، لم تقسّم كل البحث وفقاً لمحاور -كي لا يتجزّأ المضمون والسياق في مقاطع متفرّقة- بل ربطاً بكلّ فنانٍ في نتاجاته أو في ملامح أو ومضةٍ منها على الأقلّ على حِدَة، مع ذكْر عددٍ آخر من الفنانين، بما يمكن للكتاب هذا أن يتّسع له. الأسماء التي أضاءت عليها في الكتاب: الفنان الكبير الجماهيري الفريد مرسيل خليفة، والهائلان فيروز وزياد الرحباني، والمبدع غدي الرحباني والفرسان الأربعة، والفنان المبدع أسامة الرحباني، والمؤلّف الموسيقي المبدع عبدالله المصري والفنانة أميمة الخليل في «مطر»، وهبة القوّاس المبدعة والغناء الأوبرالي العربي والتأليف الإبداعي الأنيق، والمبدعة جاهدة وهبي، وتقاطيع وخصائص تراثية بين العام 2000 والعام 2020، والعملاق العظيم وديع الصافي، والدكتور والفنان المبدع هياف ياسين، والفنان القدير منير الخولي والروك العربي، ومروان خوري وملحم بركات وسواهما، والفنّان الشعبي سامي حوّاط، والأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية، والأوركسترا الوطنية اللبنانية لموسيقى الشرق– عربية، والكورال المدرسيّ في مؤسّسات الإمام الصدر، وكورال الفيحاء، وكورال فيلوكاليَّا بقيادة وإدارة الأخت البارعة مارانا سعد. أما في ديوانها الشعري «أمنح شعوبي أسمائي الـ7»، فقد جاء فيه أنّ «الشعر أكثر من تعبيرٍ ومن فوحان ومن لهب مصابيح، وأكثر من صهيلٍ واخضرار. الشعر كما وصفتْه «أكثر من كوّةٍ في جدار العالم السّميك، وأكثر من رسالةٍ، وأكثر من خيالٍ، وأكثر من وجهات نظر، وأكثر من تفنُّنٍ لغويّ وتنميق، وأكثر من تركيب ومن نوافير، وأكثر من ذاتية وأبعد من موضوعية. بالشعر تتجدّد اللغةُ «بيت الوجود». الشعر هو الزفرة العميقة التي يطلقها الكون، وهو المفاتيح التي بوسائطها ينجلي بتقطُّر الغامض والمجهول والمحجوب واللامنظور الخفيّ. يشتمل الديوان على قصائد بالفصحى عموماً، وأُخرى بالعامّية اللبنانية (المحكيّة) كلهجةٍ لبنانية وعربية مفهومة ويسيرة في العالم العربيّ في فضاء الشعر وفي أفضيةٍ عدّة منذ زمنٍ طويل، وذلك لأنّ الشاعرة هالة نهرا لا ترفع من مقام الفصحى التي تعشقها وحدها فحسب على حساب اللهجة العامّية التي تشكّل وتُمثّل حالَ تعبيرِ الأجيال في يوميّاتها، والعامية موجودة ومؤثّرةٌ وقد حفرت نقْشَها إنْ في التراث أو الحداث.