انطلقت يوم أمس (الخميس) سباقات الموسم الفروسي الجديد للعام الجاري 1444هـ - 2023م بالحفل الأول على أرض ميدان الملك خالد بمحافظة الطائف الذي ينظمه نادي سباقات الخيل بالرياض، ويتضمن زيادة غير مسبوقة في عدد الأشواط والجوائز المالية الضخمة، إذ وصل إجمالي عدد الأشواط في الموسم الجديد إلى 486 شوطاً موزعاً على 54 حفلاً بعدما كانت 384 شوطاً في العام الماضي، كما تمت مضاعفة عدد الأشواط للخيل العربية الأصيلة، وزيادة جوائزها وذلك بنسبة 25 % لكل أشواط أيام الخميس.
وأكد رئيس اللجنة الفنية بنادي سباقات الخيل الأمير عبدالله بن خالد بن سلطان أن تطوير موسم السباقات في الطائف يأتي ضمن أهداف النادي لتطوير رياضة سباقات الخيل بالمملكة، وتأمين مستقبل أكثر إشراقاً لسباقات الخيل العربية.
وأوضح قائلاً: "إن موسم السباقات في الطائف موسم مهم في حد ذاته باعتباره منصة انطلاق ممتازة لموسم سباقات الرياض، ويمنح الزائرين الفرصة لمشاهدة نجوم الغد في عالم السباقات". وأضاف قائلاً: "لدينا 193 سباقاً مصمماً خصيصاً للخيول التي يتم تربيتها محلياً، ما يعني أن صناعة
تربية الخيول العربية الأصيلة لديها الآن فرصة مضاعفة للنمو مقارنة بالموسم الماضي".
وتجدر الإشارة بأن ميدان الملك خالد بالطائف خضع لأعمال تجديد واسعة النطاق لضمان تقديم تجربة أفضل لضيوف السباقات، تتضمن تجربة مأكولات فريدة حائزة على جوائز عالمية بالإضافة إلى أنشطة أخرى تناسب جميع أفراد الأسرة.
ومن المقرر أن يُختتم الموسم السبت الموافق 7 أكتوبر المقبل، على أن يشمل 184 شوطاً للإنتاج/المستورد بدلاً من 147 في الموسم السابق، و193 شوطاً للخيل المنتجة محلياً بدلاً من 188 شوطاً، و108 أشواط للخيل العربية الأصيلة بدلاً من 49 شوطاً في الموسم الماضي.
كأس الملك فيصل في سبتمبر
ويُعد كأس (رائد الرياضة السعودية الأول) صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل -رحمه الله- أحد أبرز السباقات التي ستقام يوم السبت 2 سبتمبر، وهو اليوم نفسه الذي يشهد سباق كأس الملك فيصل -رحمه الله- بينما يقام ديربي الطائف يوم الجمعة 22 سبتمبر.
النادي يدخل عامه الـ59
ويعدّ نادي سباقات الخيل، الجهة المختصّة بتنظيم سباقات الخيل في السعودية، كما يمثّل المملكة في المنظّمات الدولية ذات الصلة، منذ تأسيسه في عام 1385هـ - 1965م بمسماه القديم (نادي الفروسية بالرياض).
التاريخ الفروسي بدأ في الملز
وقد وضعت اللبنة الأولى لهذا النادي في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، إذ كانت تقام سباقات للخيل في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة الرياض، وكان ميدان السباق يبدأ من آخر طريق صلاح الدين الأيوبيّ، وينتهي أمام ربوة مرتفعة كان يجلس عليها الملك المؤسّس لمشاهدة السباق، وهي الموقع الذي أصبح يضمّ حاليًا مبنى المقر الرياضيّ التابع للنادي بحيّ الملز.
وعندما تقرر نقل الوزارات من المنطقة الغربية إلى العاصمة الرياض منتصف الخمسينات الميلادية تحولت الجهة الشمالية من هذا الموقع إلى منطقة سكنية راقية، سُمّيت باسم الملز، وأُخذ الاسم من (ملز الخيل) التي كانت تقام في المنطقة، وبعدها اختيرت مساحة من الأرض أقيم عليها ميدان سباق الخيل، ووُضعت إسطبلات الخيل في الجهة الشرقية من هذا الموقع.
دعم القيادة للفروسية بلا حدود
وعندما لاحظ الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله، وكان لا يزال أميرًا آنذاك- بوادر اندثار هذه الرياضة، وضعف الاهتمام بالخيل وعدم التنظيم المناسب لممارستها، جمعَ المهتمّين بهذه الرياضة لمناقشة مستقبلها. وتبلورت الفكرة بإنشاء كيان يضمّ محبّي الفروسية، واكتمل التنسيق على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- عندما كان أميرًا للرياض، بالإعلان عن إنشاء نادي الفروسية بالرياض منتصف الستينات الميلادية.
ومع الوقت بات الميدان غير قابل للتوسعة وإضافة المرافق المساندة؛ نظرًا لوجوده وسط حيّ سكنيّ، كما كان يجد صعوبة بالغة في انتقال الخيل من الإسطبلات ووصولها إلى الميدان بين الأحياء السكنية، فظهرت الحاجة لإنشاء ميدان عالميّ كبير. وبتوجيه من الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تم إعداد دراسة أولية لبناء ميدان أرحب وأوسع يفي بأغراض الفروسية وتطورها، وقد استقرّ الرأي على أن يكون المقرّ الجديد للميدان في الجنادرية، وأطلق عليه اسم "ميدان الملك عبدالعزيز للفروسية"، تخليدًا لذكرى المؤسّس الأول للمملكة، حيث أصبح الميدان حاليًا صرحًا رياضيًّا عملاقًا يمزج بين الماضي والحاضر، ويمتدّ على مساحة 9 كيلومترات.
وتواصلت إقامة السباقات على هذا الميدان؛ وبدأت تتطور وتواكب السباقات العالمية، إذ أصبحت المنافسات التي يستضيفها النادي محطّ أنظار محبّي سباقات الخيل ووسائل الإعلام، في ظلّ دعم غير مسبوق من القيادة الرشيدة -حفظها الله- بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسموّ وليّ عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. وبفضل ما يلاقيه النادي من دعم وتوجيه من قِبل سموّ وليّ العهد، تمكّن النادي من تنظيم (كأس السعودية) الشوط المصنّف عالميًّا كأغلى جائزة مالية في سباقات الخيل على مستوى العالم.
كما ينظّم النادي -على مدار العام- السباقات في موسمين: سباقات (الطائف) بميدان الملك خالد وسباقات (الرياض) في ميدان الملك عبدالعزيز، وهي السباقات الوحيدة في المنطقة التي تستمرّ طوال العام.
التعليقات