أظهر الاستطلاع أن المملكة العربية السعودية، أكبر مصدّر للنفط، قد تخفض أسعار البيع الرسمية لجميع درجات الخام إلى آسيا في يوليو، على الرغم من اجتماع أوبك + الذي يلوح في الأفق والذي قد يتيح المجال للمزيد من تخفيض الإنتاج. ومن شأن ذلك أن يحدد سعر يوليو للنفط الخام العربي الخفيف بنحو 1.55 دولار للبرميل فوق متوسط عمان/ دبي، وهو الأدنى منذ نوفمبر 2021.

وقال أحد المشاركين في الاستطلاع "إن هوامش التكرير في المصافي الآسيوية لا تزال ضعيفة ولا تزال هناك ضغوط لخفض معدلات التشغيل". في وقت تعافت أرباح مصفاة سنغافورة النموذجية لمعالجة خام دبي إلى متوسط 4.27 دولارات للبرميل في مايو، من 81 سنتًا للبرميل الشهر الماضي، لكنها لا تزال أقل بكثير من 10.42 دولارات للبرميل في يناير.

وتراجعت العلاوات الفورية لدرجات النفط الخام في الشرق الأوسط خلال دورة التداول في مايو حيث أبطأت مصافي التكرير عمليات الشراء وسط توقعات هبوطية على الطلب والهوامش. وتعمل بعض المصافي الآسيوية على خفض معدلات التشغيل، بينما تعاني مصافي أخرى من انقطاعات في الوحدات قد تستغرق شهورًا لاستئناف الإنتاج.

وطلبت بعض المصافي الآسيوية إمدادات أقل من أرامكو السعودية لتحميل البضائع في يونيو بسبب ارتفاع أسعار النفط الرسمية. وعادة ما يتم إطلاق أسعار البيع الرسمية للخام السعودي في حوالي الخامس من كل شهر، وتحدد الاتجاه للأسعار الإيرانية والكويتية والعراقية، مما يؤثر على حوالي 9 ملايين برميل يوميًا من الخام المتجه إلى آسيا. وتحدد أرامكو السعودية أسعار خامها بناءً على توصيات العملاء وبعد حساب التغير في قيمة نفطها خلال الشهر الماضي، بناءً على العائد وأسعار المنتج.

وكانت عملاقة الطاقة المتكاملة بالعالم، شركة أرامكو السعودية، قد أعلنت بأن قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق يواصل تعزيز جهود الشركة لتطوير أعمالها في هذا القطاع في المناطق الجغرافية الرئيسة التي تشهد نمواً مرتفعاً، وتسهيل تزويد المصافي المملوكة بالكامل والتابعة لها بالنفط الخام، وتحقيق قيمة إضافية في مختلف مراحل سلسلة المواد الهيدروكربونية، بحسب تقرير الربع الأول لهذا العام، مضيفة انها واصلت المحافظة على سجلها الحافل في مجال الموثوقية، حيث بلغت نسبة موثوقية الإمدادات 99.7 % كما تم استخدام نحو 45 % من إنتاج أرامكو السعودية من النفط الخام في عمليات قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق.

وتعكف شركة أرامكو السعودية على تشييد مجمع ضخم ومتكامل يضم مصفاة ومعمل بتروكيميائيات، ويجري تطوير المجمع من قبل شركة هواجين أرامكو للبتروكيميائيات (هابكو) وهي مشروع مشترك بين أرامكو السعودية (30 %) وشركة مجموعة شمال هواجين للصناعات الكيماوية (51 %) ومجموعة بانجين شينتشنغ الصناعية المحدودة (19 %). وسيشمل هذا المجمع على مصفاة بطاقة تكريرية تبلغ 300 ألف برميل في اليوم ووحدات للبتروكيميائيات.

وتمتلك أرامكو السعودية الحق لتوريد ما يصل إلى 210 آلاف برميل في اليوم من النفط الخام كلقيم للمجمع. وذلك لتطوير إستراتيجية أرامكو السعودية في تحويل السوائل إلى كيميائيات، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله بالكامل بحلول عام 2026.

وتمشياً مع طموح أرامكو السعودية للنمو والتقدم في إستراتيجيتها لتحويل السوائل إلى كيميائيات، وقعت الشركة اتفاقيات نهائية للاستحواذ على حصة بنسبة 10 % في شركة رونغشنغ للبتروكيميائيات المحدودة بحوالي 13.5 مليار ريال (3,6 مليارات دولار)، ومن المتوقع أن يدعم هذا المشروع إستراتيجية أرامكو السعودية على التوسع بشكل كبير في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق في الصين.

وتمتلك أرامكو السعودية حق توريد حوالي 480 ألف برميل في اليوم من النفط الخام إلى أكبر معمل متكامل للتكرير والبتروكيميائيات في الصين، وتشكل 60 % من الطاقة الإنتاجية المقررة، وأكثر من 50 % من معدل معالجة السوائل إلى كيميائيات. ويظل إتمام الصفقة مرهونا بالحصول على موافقات الجهات التنظيمية.

كما أكملت أرامكو السعودية في مارس صفقة الاستحواذ على أعمال المنتجات العالمية لشركة فالفولين بحوالي 10.35 مليارات ريال (2,76 مليار دولار) متضمنة التعديلات المعتادة. ومن المنتظر أن تسهم هذه الصفقة في تعزيز خط إنتاج زيوت التشحيم عالية الجودة التي تحمل العالمة التجارية المميزة لأرامكو السعودية وفي تحسين قدراتها العالمية في إنتاج زيوت الأساس وتوسيع أنشطة البحث والتطوير لدى أرامكو السعودية وشراكاتها مع الشركات المصنعة للمعدات الأصلية.

وتعكف أرامكو السعودية لتطوير واحدة من أكبر المصافي المتكاملة في العالم من خلال وحدات التكسير البخارية للبتروكيميائيات المتكاملة وذلك من قبل شركة إس-أويل التابعة لها. ومن المخطط أن تصل طاقته الإنتاجية السنوية إلى 3.2 مليون طن سنوياً من البتروكيميائيات، ويتماشى المشروع الذي تبلغ قيمته 26.3 مليار ريال (7,0 مليار دولار) مع إستراتيجية أرامكو السعودية لتحقيق أقصى قيمة من تحويل النفط الخام إلى كيميائيات.

وترى أرامكو السعودية أن الأمونيا، باعتبارها وسيطا ناقلا للهيدروجين الأزرق، قد توفر إمكانات تسهم في التحول إلى مسارات الطاقة منخفضة الأثر، وتستثمر الشركة في الأبحاث بهدف استكشاف تقنيات تكسير الأمونيا الفاعلة.

وفي مارس، وقعت أرامكو السعودية وشركة ليندا إنجينيرنغ اتفاقية لبناء معمل تجريبي في شمال ألمانيا لاختبار تقنية جديدة لتكسير الأمونيا طورتها أرامكو السعودية بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. وتجمع الاتفاقية بين قدرات البحث والتطوير الصناعية لأرامكو السعودية وشركة ليندا إنجينيرنغ وتعكس طموح أرامكو السعودية في إنشاء سلسلة توريد هيدروجين منخفضة الكربون قابلة للتطبيق التجاري.