لا أحد ينكر التقنية الحديثة المستخدمة في رصد المخالفات المرورية وبعض سلوكيات قائدي المركبات. الوعي المروري هو المتطلب الأساس قبل أن يكون هناك جزاءات رادعة أو أجهزة رصد تتابع المسارات في الطرق وسلوك قائدي المركبات. هذا الموضوع هو جدير بالاهتمام خاصة أن مسؤولية الوعي المروري تشترك فيها معظم القطاعات الحكومية والخاصة والمؤسسات المجتمعية وأعني بذلك أن يكون هناك برامج توعوية مشتركة فيما بينهما كلٌ في مجال تخصصه فقطاع التعليم يجب أن يكون له دور في توعية الطلاب وخاصة من بداية المرحلة الثانوية وحتى المرحلة الجامعية كما أن للقطاعات الأخرى دورا كبيرا لذلك المشروع التوعوي بحيث يبدأ بالمناهج التعليمية حسب المراحل العمرية التي يرى فيها قطاع التعليم وقطاع الأمن بمختلف جهاته الفائدة المرجوة ويكون هناك توافق في الرؤية بين هذه القطاعات.

عندما كان المرور ينظم حملات توعوية مستمرة في المدارس وفي الجامعات وفي بعض الجهات التي يتطلب حضور الإدارة العامة للمرور فيها خلال المناسبات الخاصة مثل أسبوع المرور الذي أثبت نجاحه على مدى الفترة الزمنية التي نظم لها.

كما أنه لا يفوتني أن أضع قطاع وزارة الصحة في هذه المنظومة المشتركة بحيث تقوم بوضع برامج توعوية مدعمة بالصور والمقاطع التصويرية لحوادث المرور والإصابات المميتة والعاهات المستديمة التي يكون سببها تلك الحوادث.

نحن نشاهد وبشكل كبير في جميع الطرق الداخلية والخارجية والتي على الطرق السريعة والمنظومة المتكاملة والمتنوعة لكاميرات الرصد الآلي والمتابعة الأمنية التي وصلت لها تلك الجهات بالتقنيات الحديثة المتطورة وبدقة عالية مع وجود مراكز متطورة للمتابعة والرصد من قِبل أفراد يمتلكون المهارة والفطنة في التدقيق واستخراج تلك الصور ورصدها بكل تثبت.

لكن المؤسف هو ما نشاهده من تساهل كبير ومخالفات باتت شاهدا للعيان من قِبل أصحاب الشاحنات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة والتي تجوب شوارع المدن الداخلية والطرق السريعة سواءً كانت مزدوجة أو غير مزدوجة.

تلك الشاحنات دأبت على تجاوز الأنظمة بعدة أمور ومنها:

أولاً: الزيادة في حجم المركبة وذلك بإضافة زيادة في حجم وهيكل المركبة للشاحنات الكبيرة والمتوسطة.

ثانيًا: هناك شاحنات متوسطة تقوم بتركيب صناديق تتجاوز في عرضها عن هيكل الصندوق أكثر من 50 سنتيمتر من الجانبين وكذلك الزيادة في ارتفاع الصندوق المخصص لنقل البضائع بشكلٍ ملفت للنظر.

ثالثًا: عدم اهتمام أصحاب تلك الشاحنات بالأنوار الخلفية والأمامية والتأكد من سلامتها بين حين وآخر مع عدم وضوح رقم لوحة المركبة.

رابعًا: الانبعاثات الكربونية التي تصدر من احتراق الوقود في كثير من الشاحنات مما يتسبب في تلوث البيئة داخل المدن وخارجها.

خامسًا: الحمولة غير الآمنة وهذه هي تشكل خطرًا قد يتعدى إلى الآخرين فيحدث بسببه ما لا تحمد عقباه وقد شهدت هذا الأمر بنفسي من سقوط بعض الصخور من الشاحنات التي تنقل المخلفات أو التي تنقل الطوب الخاص بالبناء ولدى وزارة النقل وإدارة المرور الكثير من الحوادث من هذا النوع ناهيك عن أن معظم الشاحنات التي تنقل تلك الحمولة غير متوافقة لنقل تلك الأغراض فقد تكون الحمولة أكبر في حجمها وثقلها من الناقلة التي تحملها.

نحن لا نشك في جهود تلك الجهات المختصة التي تقوم بتنظيم وتفويج ودخول تلك الشاحنات بشكل مستمر. لكن المدن الكبيرة التي يزيد فيها حجم الأعمال والبناء والتنمية تحتاج إلى مضاعفة وتكثيف الرقابة على تلك الشاحنات دون أن يكون هناك توقف للعملية التنموية.. نسأل الله التوفيق والسداد للجميع.