هيمن التوتر في شمال كوسوفو الأربعاء إذ تجمّع مئات الصرب خارج مقر للبلدية بعد مواجهات مع قوات لحفظ السلام يقودها حلف شمال الأطلسي (كفور) في وقت سابق هذا الأسبوع.

وشكّل جنود "كفور" حلقة حول مقر البلدية في زفيكان وشددوا الأمن حول المكان باستخدام سور حديدي وسياج شائك، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس.

وقاطعت الأقلية العرقية الصربية في كوسوفو الانتخابات المحلية في شمال البلاد في أبريل، ما سمح لأفراد العرقية الألبانية بالسيطرة على المجالس المحلية رغم نسبة المشاركة التي لم تتجاوز 3,5 في المئة.

يطالب العديد من الصرب بانسحاب قوات الشرطة الخاصة في كوسوفو ورؤساء البلديات الألبان الذين يرون أنهم لا يمثلونهم حقا.

ورفع المتظاهرون الذين اتسم تجمعهم بالهدوء الأربعاء علما صربيا ضخما امتد على مسافة مئتي متر من مبنى البلدية إلى وسط زفيكان، بحسب مراسل فرانس برس.

وبقيت ثلاث مركبات تابعة لقوة الشرطة الخاصة الألبانية في كوسوفو والتي يثير تواجدها الجدل في المناطق الشمالية ذات الأغلبية الصربية متوقفة خارج المبنى.

وأفاد الحلف الأطلسي الثلاثاء أنه سينشر المزيد من القوات في شمال كوسوفو بعدما جُرح 30 من عناصر قوة حفظ السلام التابعة له في مواجهات مع متظاهرين من العرقية الصربية. ودعا الاتحاد الأوروبي إلى التهدئة.

والاثنين، استخدم عناصر قوة حفظ السلام بقيادة الناتو الدروع والهراوات لتفريق الحشد الذي رد بإلقاء الحجارة والقوارير والقنابل الحارقة.

وجُرح 30 من عناصر قوة حفظ السلام (11 إيطاليا و19 مجريا) في مواجهات الاثنين، بحسب "كفور".

كما أصيب 52 متظاهرا بجروح، إصابات ثلاثة منهم "خطيرة"، فيما تم توقيف خمسة صرب لمشاركتهم في الصدامات. وانتقد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن حليفة بلاده كوسوفو، متهما حكومة رئيس الوزراء ألبين كورتي بـ"تصعيد التوتر بشكل حاد وغير مبرر" عبر تعيين رؤساء بلديات من العرقية الألبانية.

وعلّقت الولايات المتحدة أيضا مشاركة كوسوفو في تدريبات عسكرية جارية.

وحثت أمريكا صربيا وكوسوفو على تهدئة التوترات فورا ، في شمال كوسوفو.

وألقى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن باللوم على حكومة رئيس وزراء كوسوفو، ألبين كورتي، بسبب تأجيج العلاقات "بدون داع" مع الأقلية الصربية، وحث رؤساء البلديات، المنتخبين حديثا، من أصل ألباني على تفادي العمل في بلدات ذات أغلبية صربية، حيث اندلع العنف هذا الأسبوع، حسب وكالة "بلومبرج" للأنباء الأربعاء.

وأضاف بلينكن في بيان مساء الثلاثاء أن شرطة كوسوفو يتعين أيضا أن تنسحب. وتابع أن صربيا يتعين أن تدعو قواتها للانسحاب، بعد أن وضعها الرئيس، الكسندر فوتشيتش، في حالة تأهب قصوى الأسبوع الماضي.

من جانبه قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس إن سلطات كوسوفو تتحمل المسؤولية عن الاضطرابات التي تصاعدت بشكل حاد منذ تولى رؤساء البلديات المنحدرين من أصل ألباني مهامهم في المنطقة ذات الأغلبية الصربية بشمال البلاد.

وقال ماكرون في مؤتمر صحفي في براتيسلافا إنه يأمل في لقاء المستشار الألماني أولاف شولتس وزعماء كوسوفو وصربيا في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

كما دعا الكرملين الأربعاء إلى "احترام (...) حقوق "صرب كوسوفو الذين أكد أنه يقدم لهم "دعمًا غير مشروط".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "يجب احترام كل الحقوق والمصالح المشروعة لصرب كوسوفو"، مؤكدا "نحن نقدم دعمنا غير المشروط لصربيا والصرب".

وحذر بيسكوف من "الأعمال الاستفزازية" التي من شأنها المساس بحقوق الصرب وعبر عن "قلق" الكرملين من الوضع في كوسوفو.