أشاد خبراء التدريب في مبادرة «مسابقة المهارات الثقافية»؛ بمستوى مواهب المشاركين في المسابقة التي أطلقتها وزارتا الثقافة والتعليم؛ لتنمية مهارات الطلبة والطالبات في 6 مجالات فنية وإبداعية هي: الأفلام، الفنون البصرية، الموسيقى، المسرح، الأدب، التراث.

تحديد المسار المهني

أكد المدرب في مجال الأفلام الدكتور مصعب العمري؛ أن مستوى الطلبة والطالبات يبشر بمستقبل باهر لجيل لديه بوادر كبيرة في فهم صناعة الأفلام؛ من خلال اطلاعهم على تحديات الصناعة الحالية كقلة العاملين في المهن المعروفة بوظائف تحت الخط.

وقال: «لاحظت بأن البعض منهم لديه رغبة قوية في العمل كمدير تصوير أو مؤلف للموسيقى التصويرية في الأفلام، وهو ما أسعدني كثيراً؛ نظراً لمعرفتهم بأن الفيلم لا يقتصر على المخرج والمنتج والممثل فقط، وإنما هناك أكثر من 30 مهنة مميزة في العمل الإنتاجي وذات مدخول مادي ممتاز، إضافة لوعيهم الكبير حول الحماية الفكرية ومشكلات القرصنة للأفلام».

وشدّد الدكتور العمري على أن الأثر لهذه المبادرات سيكون واضحاً على المدى البعيد، حتى لو كان الاكتشاف في أحد المجالات مجرد طالب واحد فقط، حيث ستساهم هذه المسابقة في تحديد مساره المهني الذي سيقضي فيه كامل عمره.

وذكر بأنه قدم خلال مشاركته في البرامج التدريبية للمسابقة؛ العديد من التمارين والأسئلة التحليلية للطلبة والطالبات، وذلك في سبيل تحديد نقاط قوة ومهارات كل شخص؛ لاستكشاف مواهبهم بشكل واضح ودقيق.

أرواح مفعمة بالحماس

من جهته، ثمّن المدرب في مجال الموسيقى، المايسترو يحيى مساوى؛ المواءمة بين وزارتي الثقافة والتعليم؛ لاحتضان المبدعين والموهوبين في مختلف مناطق المملكة، ووضعهم على بداية مسار الاحتراف بمختلف مجالات الفن والثقافة.

وقال: «أثبت المشاركون في المعسكرات التدريبية للمسابقة حبهم وشغفهم للمجالات التي التحقوا بها، واتضح ذلك من خلال أرواحهم المفعمة بالحماس والتجدد والطموح؛ للوصول لأقصى درجات النجاح والإبداع».

وتابع: «نحن موعودون في المستقبل بمخرجات على مستوى عالٍ من التألق، حيث ستنعكس أولى النتائج على محيط الطلبة والطالبات المشاركين في مسابقة المهارات الثقافية، وذلك بعد عودتهم لمدارسهم وأسرهم، وسيستشعر معلموهم وزملاؤهم وأهلوهم حجم التغيير الذي طرأ على شخصياتهم».

استدامة العمل الثقافي

فيما يرى الكاتب المسرحي ياسر مدخلي؛ بأن القدرات التي يمتلكها الطلاب المشاركون في مسار المسرح تعتبر مدهشة، ومليئة بالشغف للتعلم واكتساب الخبرة التي تدعمهم في مسيرتهم الفنية.

وقال: «خلال مشاركتي كخبير في محطة المعسكر التدريبي للمسابقة؛ لمست الاهتمام الكبير والمحفز من أولياء الأمور الذين رافقوا أبناءهم وبناتهم في هذه المبادرة، وعزز هذه الحالة التنموية الإثرائية؛ ما قدمته وزارة الثقافة ووزارة التعليم من خلال المشرفين والمستشارين والخبراء والمدربين الأكفاء الذين أسهموا في رعاية المواهب وتطويرها».

وأكمل: «هذا الاهتمام بتأهيل المواهب وتمكينها سيساهم بشكل استراتيجي في استدامة العمل الثقافي داخل البيئة التعليمية وخارجها، كما سيساعد على إكساب أبنائنا وبناتنا مهارات التعامل في سوق الإنتاج المسرحي بمهنية واحترافية؛ ليكونوا إضافة نوعية للقطاع».

يذكر أن وزارة الثقافة ووزارة التعليم أطلقت في فترة ماضية «مسابقة المهارات الثقافية» الأولى من نوعها في المملكة، شملت مسارات متعددة في مختلف القطاعات الثقافية، منها: الأفلام القصيرة في قطاع الأفلام، الخط العربي والفنون التشكيلية في قطاع الفنون البصرية، إلى جانب العزف والغناء في القطاع الموسيقي، والتمثيل في المسرح، وكذلك القصص القصيرة، وقصص المانجا في قطاع الأدب، وأخيراً الرقصات الشعبية في قطاع التراث؛ فيما تهدف المسابقة لاكتشاف وتطوير مهارات الطلاب والطالبات في المجالات الثقافية والفنية، وتوجيه أعمالهم للمحافظة على إرث المملكة الثقافي ورفع الوعي به.

د. مصعب العمري
يحيى مساوى
ياسر مدخلي