اليوم قد نرتكب الكثير من الأخطاء تجاه أنفسنا وقد نفقد أنفسنا وتقدير ذاتنا في علاقة لا هدف منها سوى أننا نحب ذلك الشخص ومتعلقين به لدرجة المرض، فحب شخص لا يعني البقاء في علاقة سيئة تدمر الأخضر واليابس.
اليوم يفضل أن نكون أكثر وعيا بذاتنا وأن ندرك بأننا نخسر الكثير في العلاقات المسمومة وغير المتكافئة والمتكاملة بدون أي تبرير.. وأن نكون أكثر وعيا بأننا في حالة التعلق غير الصحي نحن نستمتع بلعب دور الضحية لإرضاء غرور واضطراب الجلاد.. فعندما تتعاطف الضحية مع الجلاد وتقبل بالعنف المعنوي المتكرر يعد مؤشرا لاضطراب الضحية وخوفها من المواجهة الحياتية والرفض اللاشعوري للواقع الذي له ارتباطات بالماضي المؤلم للضحية في الطفولة والصدمات التي تعرضت لها في مراحل نموها المختلفة.
اليوم محاولات رأب الصدع في العلاقات سواء زوجية أو غيرها ليست التزام ومسؤولية فردية بل مسؤولية ثنائية حتى لا يصبح هناك جلاد وضحية أو نعاني من الإحباط والاكتئاب والإرهاق العاطفي، ومحاولة التبريرات الفردية من باب "لكنني أحب هذا الشخص" وفي ظل العنف بشتى أنواعه يعد ضياعا للوقت واستهلاكا للعاطفة والطاقة الشخصية ويجعلنا عالقين في حفرة المعتقدات الخاطئة ولا نبحث عن سلم النجاة والخروج منها.
اليوم قد يشير قول "لكنني أحب هذا الشخص" والبقاء في العلاقة إلى الخوف من تغيير الوضع الراهن وهذا ما يطلق عليه البقاء في منطقة الراحة.. إلا أن مثل هذا التصرف قد يحل المشكلة لفترة وجيزة ولكنه على المدى البعيد يزيد من المعاناة ويجعلها مزمنة.
اليوم مفتاح التغلب على الحب لشريك غير مناسب هو تحويل هذا الحب نحو الذات والتركيز على الأهداف الحياتية المختلفة والمتنوعة.. ويفضل أن نخرج أنفسنا من دائرة التبريرات والأعذار اللاشعورية ونواجه الحقيقة والواقع مهما كان مؤلما فقد نخدع أنفسنا ونقول لن نجد شخصا آخر أو لا يمكن للشريك البقاء على قيد الحياة بدوننا أو لا يمكننا البقاء على قيد الحياة بدونه..الخ. المهم في آخر المطاف مواجهة الألم وأن ندرك أن هذه مشاعر وليست حقائق وأن نسأل أنفسنا هل الخلل فينا أو فيه وأيضا نتساءل إذا كان الشريك يسبب لك الألم والمعاناة بانتظام فكم مرة حصلت على تجربة الحب؟.
اليوم المحب والحب لا يؤذي ولكن ما يحدث ليس حبا بل عنف وعدوان وشكوك وتملك.. وعلى الرغم من أن جميع العلاقات الجيدة تتطلب جهدا في بعض الأحيان، إلا أن العلاقات الصحية ليست أيضا لا تخلو من المد والجزر ولكنها في إطار أخلاقي يمارسه كلا الطرفين واحترام متبادل.. وبدل من البقاء مرتبطا بشكل يائس بشريك غير مناسب أو مسيء، يمكنك أن تصبح أكثر ارتباطا بنفسك.
التعليقات