في البداية نجد أن لغة الرواية سليمة جدا وسرد الراوي وتنقله بين طرح الأحداث وتسلسلها وتناغمها ممتعُ سلس، كما نجد براعة في لملمة حكايات شعبية حاكها الكاتب في قصة واحدة، لقد استمتع الكاتب في استرساله سردا وأمتعَ القارئ في عيشِ تلك الحكايات الاجتماعية التي شكلتها طبيعة الحياة في تلك البقعة من العالم والتي شكل الماء فيها سمة البقاء بمرافقة الوصف البيئيّ للمكان. تتحدث عن البيئة (القروية)، والموروث الشعبي الذي سيطر على علاقات الناس والعائلات بصورة وصفية رائعة، تتخلل الرواية اللهجة العامية التي كانت منتقاة بذكاء كأنها حلاوة ذائبة في النص وتّلك نقطة كبيرة لصالح الكاتب، إذن من هنا فهمت لماذا فازت بجائزة البوكر لأن الكاتب ارتكز على اللغة السليمة جدا وعلى بساطة العامية لديهم لصنع مزيج سلس قابل للفهم من غير إدراج لغة شاعرية مكثفة للجنة التحكيم، كما أضيف ملاحظة أن موضوع الرواية أو محتواها لم يكن سيّد الرواية بالرغم من متعة ملاحقة الأحداث التّي تبدو كحكاية الجدة ما قبل النوم لأنه لا تُوجد عقدة أو حبكة تجعل القارئ يتَخيل النهاية أو يبحث عن السر فيها بل هي مبنية على المعتقد الشعبي وبعض العادات مثل الايمان بالخرافات وهي كما ذكرت رَبط وتجميع لعدة حكايات قد تكون شعبية محلية في بيئتهم وتشكيلها على شكل رواية تحملُ قضية ظهور طاقة خارقة في طفل لسبب ما... وفكرة الرواية ليست متفردة أو جديدة فقد سبقتها عديد الروايات التي بنيت على عادة خارقة تظهر في طفل لظروف ومحددات خاصة يمر بها، ولعل أشهرها قصة العطر للكاتب الألماني (باتريك زوسكيند) أي أنها مبنية على نفس الفكرة تقريبا.
التعليقات