في الوقت الذي تطلق الهيئة السعودية للفضاء برنامج المملكة لرواد الفضاء، حظي أبناء المملكة ريانة برناوي وعلي القرني

باستقبال وترحيب طاقم محطة الفضاء الدولية بعد التحام مركبتهم بها، حيث أصبحت الرائدة ريانة برناوي، أول امرأة سعودية تحلق نحو الفضاء وتصل إلى المحطة، كما أصبح علي القرني أول رائد فضاء سعودي يصل إلى محطة الفضاء الدولية، فيما أصبحت المملكة العربية السعودية أول دولة عربية تشارك منها امرأة في مهمة علمية في الفضاء، مدونة بذلك اسمها بين الدول القليلة في العالم التي تتمكن من إرسال رائدي فضاء من الجنسية نفسها على متن محطة الفضاء الدولية في الوقت نفسه.

كوادر سعودية متمرسة

المملكة ماضية بقوة في إعداد وتأهيل كوادر سعودية متمرسة؛ لخوض رحلات فضائية طويلة وقصيرة المدى، والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء، والاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعاته عالمياً، والإسهام في الأبحاث التي تصبّ في صالح البشرية، من خلال عدد من المجالات منها، الصحة وتكنولوجيا الفضاء.

وتتأكد استراتيجية المملكة يوماً بعد يوم صدق المساعي وفعاليتها على الصعيد العالمي، إذ تكمن أهمية رحلة الفضاء لأبناء المملكة، أنها ترسخ للقدرة العلمية السعودية، حيث تقود الهيئة السعودية للفضاء بالتعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، 4 تجارب بحثية في علوم الخلية في الفضاء، ضمن رحلة رائدي الفضاء السعوديين؛ ريانة برناوي وعلي القرني، إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، في رحلة علمية، تمثل حدثاً تاريخياً للمملكة.

وأكدت الهيئة جاهزية رائدي الفضاء السعوديين، ريانة برناوي وعلي القرني، التامة لتنفيذ مهمتهم التي أرسلا من أجلها، معربة عن ثقتها في تنفيذهما المهمة بنجاح والعودة إلى أرض الوطن لتحقيق جميع الأهداف التي تم التخطيط لها مسبقًا، حيث تسعى المملكة ممثلة بالهيئة السعودية للفضاء، من خلال برنامج رواد الفضاء، إلى تفعيل الابتكار العلمي على مستوى علوم الفضاء، وتعزيز القدرة على إجراء البحوث الخاصة بها بشكل مستقل، مما سيؤثر بشكل إيجابي في مستقبل الصناعة والوطن، ويزيد من اهتمام الخريجين بمجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، وتنمية رأس المال البشري من خلال جذب المواهب، وبما يحقق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في مجال الفضاء

اختراعات لخدمة البشرية

وإذا كانت الأبحاث العلمية في الفضاء في رحلات سابقة قد حققت إنجازات علمية طبية متمثلة في اختراعات تخدم البشرية، مثل (مضخة الأنسولين، معدات مكافحة الحريق، الليزك، السماعات اللاسلكية، ونظام تنقية المياه) حسب ما ذكره موقع الهيئة السعودية للفضاء فإننا أمام إنجازات جديدة.

ويأمل العلماء أن تحقق التجارب الأربع التي ستنفذ على متن محطة الفضاء الدولية النجاح المنشود، وتتمثل التجارب في: "اختبار لـ(استجابة الخلايا المناعية للالتهاب في الفضاء)، ورصد لنشاط آلاف الجينات في الخلايا المناعية المتعرضة للالتهاب مع مرور الوقت، إضافة إلى رصد التغييرات الناتجة في عمر الحمض الريبونووي المراسل (mRNA) بين الفضاء والأرض، ومحاكاة استجابة الالتهاب للعلاج الدوائي باستخدام نموذج خلايا مناعية".

إن تلك التجارب العلمية التي يجريها التخصصي تأتي في إطار برنامج المملكة لرواد الفضاء السعوديين، التي تعد من أهم برامج الاستراتيجية الوطنية للفضاء، المعتمدة من المجلس الأعلى للفضاء، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -يحفظه الله-، كما تؤكد على الطفرة العلمية التي تحققها المملكة في المجالات العلمية فائقة التخصص. 

وسيقوم رائدا الفضاء ريانة برناوي وعلي القرني وفريق أبحاث عالمي، بإجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة في الجاذبية الصغرى، وهي أبحاث متخصصة، ستعزز نتائجها مكانة المملكة عالمياً في مجال استكشاف الفضاء، وخدمة الإنسانية كلها.

إن رحلات الفضاء المأهولة تعبر عن تفوق الدول وتنافسيتها عالمياً في العديد من المجالات، مثل التقدم التكنولوجي والهندسي والبحث العلمي والابتكار والمجالات الطبية المعقدة، لتحقيق أهداف علمية تخدم الإنسانية، لذا تكمن أهمية إعداد جيل من الشباب الواعد المؤهل لخوض غمار تلك المجالات المتقدمة، ويصبحون هدفاً لمراكز الأبحاث العالمية لاستقطابهم، والاستفادة من قدراتهم العلمية، وقدرتهم على الابتكار، والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء، التي تصب في صالح الإنسان على كوكب الأرضفي عدد من المجالات ذات الأولية مثل الصحة وتكنولوجيا الفضاء المتقدمة. 

شغف وحلم

إن رحلة رائدي الفضاء السعوديين التي تأتي ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء، حققت زخماً وشغفاً لدى أبناء المملكة، بل والشباب في العالم كله، إن تحقيق الآمال أصبح أمراً مشروعاً، شريطة العمل لهذا الحلم، باجتهاد وابتكار وقدرة على التعلم الدائم.

إن رحلة أبناء المملكة إلى الفضاء حركت محركات البحث عن رواد الفضاء السعوديين، وتاريخ رحلاتهم، بل والبرنامج الفضائي السعودي، فمنذ الإعلان عن رحلة الفضاء، فشهدت محركات البحث أكثر من مليون مرة للبحث عن برنامج الفضاء السعودي، ورواد الفضاء السعوديين وتاريخ رحلاتهم، والنتائج التي تحققت، ثم الهدف من رحلة برناوي والقرني، ومؤهلاتهم العلمية، والبرامج التدريبية التي حصلوا عليها تأهيلاً للرحلة الفضائية، ثم كان البحث أيضاً عن التجارب العلمية التي سيتم إجراؤها في الفضاء، وكذلك الاختراعات التي تم تطبيقها على أرض الواقع بعد الرحلات والأبحاث الفضائية، وكان الملفت أيضاً البحث عن ماهية المحطة الفضائية ومكانها وحجمها، وتاريخ تأسيسها، هذا الشغف يكشف الطموح لدى أبناء الوطن؛ لتحقيق ما حققه أبناء المملكة في مجال الفضاء.

محطة الفضاء الدولية

أُنشئت محطة الفضاء سنة 1998م، وأسستها 5 وكالات فضاء عالمية، وتعد المحطة مركزًا لأبحاث الفضاء، وقد شهدت المحطة الفضائية إجراء ما يقارب 3000 تجربة.

يبلغ طول المحطة الفضائية 109أمتار وعرضها 73متراً ووزنها 500 طن تقريباً، وتدور على ارتفاع يقارب 420 كم عن سطح الأرض، واستقبلت لأول مرة رواد فضاء سنة 2000م، وتكمل المحطة دورة واحدة حول الأرض كل 90 دقيقة بسرعة تتجاوز28000 كلم في الساعة، كما تستخدم المحطة الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيلها.. (معلومات من موقع الهيئة السعودية للفضاء).

أنواع الرحلات لمحطة الفضاء الدولية 

هناك نوعان من الرحلات، رحلات قصيرة (تمتد إلى 30 يوماً): يُنفذ من خلالها مهام علمية وفقاً للمدة المتاحة، ورحلات طويلة (تمتد حتى 180 يوماً): تتضمن أبحاث علمية مفصلة، وتتطلب متابعة وتحليل لفترات طويلة، إضافة إلى مهام صيانة وتطوير لبعض المهام خارج المحطة، في الفضاء.

وتستمر رحلة رائدي الفضاء ريانة برناوي وعلي القرني لمدة 10 أيام، يتم خلالها إجراء عدد من الأبحاث العلمية التي تمت الإشارة إليها مسبقاً.

تقدير وشحذ همم

وكان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، رئيس المجلس الأعلى للفضاء، قد استقبل رائدي الفضاء، وتمنى لهما التوفيق في الرحلة العلمية وعودة آمنة إلى أرض الوطن، مشيرًا إلى الآمال الكبيرة المعقودة عليهما كسفيرين وممثلين للمملكة في محطة الفضاء الدولية.

التجارب الفضائية

تكشف الهيئة السعودية للفضاء ماهية الرحلة العلمية، والتجارب التي ستُجرى في محطة الفضاء الدولية التي تتمثل في التالي:

• تجربة الاستمطار في الجاذبية الصغرى.

دراسة احتمالية الاستمطار في بيئة الجاذبية الصغرى لمعرفة تطبيقاته في المستوطنات على سطح القمر والمريخ.

• تجربة علوم الخلايا.

فهم كيفية تغير الاستجابة الالتهابية في الفضاء وخصوصا التغييرات الحاصلة على عمر الحمض النووي الريبونووي المراسل وهو جزيئي أساسي لإنتاج البروتينات المؤدية للالتهاب، وسوف يتم أيضاً استخدام نموذج خلايا مناعية لمحاكاة استجابة الالتهاب للعلاج الدوائي أثناء الجاذبية الصغرى في الفضاء.

• تجارب توعوية وتعليمية في الجاذبية الصغرى.

سيتم إجراء ثلاث تجارب مختلفة: تجربة انتشار الألوان السائلة بالتركيز على ميكانيكا السوائل، تجربة الطائرة الورقية الفضائية بالتركيز على الديناميكية الهوائية، وتجربة أنماط انتقال الحرارة بالتركيز على طرق انتقال الحرارة، بهدف تمكين الطلاب السعوديين من التفكير النقدي في تأثير الجاذبية الصغرى على سلوك ونتائج تجاربهم.

• قياس قطر غلاف العصب البصري.

إجراء تجارب لتحديد قياس قطر غلاف العصب البصري لرواد الفضاء خلال مهمة الفضاء قصيرة المدى.

• تجربة الإرواء الدماغي وتعديلات وضع الدماغ في الجاذبية الصغرى.

استخدام التنظير الطيفي للأشعة القريبة من تحت الحمراء كتقنية غير جراحية لقياس الإرواء الدماغي وتعديلات وضع الدماغ في الجاذبية الصغرى.

• تجربة قياس الحدقة لقياس الضغط داخل الجمجمة.

استخدام جهاز أوتوماتيكي لقياس الحدقة في مهمة الفضاء قصيرة المدى لقياس أي تغييرات في الضغط داخل الجمجمة، وتعزيز معرفتنا في المتلازمة العصبية-العينية المرتبطة بالرحلات الفضائية (SANS).

• استخدام تخطيط أمواج الدماغ لقياس النشاط الكهربائي في الدماغ.

دراسة تأثير بيئة الجاذبية الصغرى على النشاط الكهربائي في الدماغ باستخدام جهاز متنقل يقوم بعمل تخطيط أمواج للدماغ.

• قياس المؤشرات الحيوية عن طريق الدم.

دراسة تغييرات المؤشرات الحيوية في الدم والتي تبين أنسجة الدماغ الوظيفية في مهمات الفضاء قصيرة المدى لتحديد إذا كانت هذه الرحلات آمنة على الدماغ.

رائدا الفضاء

علي القرني: 

من مواليد عام 1992، ويحمل شهادة البكالوريوس في علوم الطيران من كلية الملك فيصل الجوية في الرياض، ويعمل مقاتلاً على طائرات إف15 برتبة رائد طيار في القوات الجوية الملكية السعودية.

ريانة برناوي:

• أخصائية أبحاث ومختبرات.

• درجة البكالوريوس في علم الإنجاب والهندسة الوراثية وتطوير الأنسجة، (جامعة أوتاجو، نيوزيلندا).

• ماجستير في العلوم الطبية الحيوية (جامعة الفيصل).

• 9 سنوات من الخبرة في مجال أبحاث الخلايا الجذعية السرطانية.

الريادة فضائياً:

أول رائد فضاء عربي مسلم الأمير سلطان بن سلمان، بدأت رحلته مع الفضاء عام 1986م، ورافقه عبدالمحسن البسام رائد فضاء احتياطي، وكانت المهمة الفضائية إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء، واستمرت الرحلة 7 أيام، حيث عادا بعدها إلى الأرض، ثم رحلة ريانة برناوي وعلي القرني في رحلة فضائية علمية تستمر 10 أيام.. ليصبح عدد رواد الفضاء السعوديين 4 رواد فضاء، من بينهم أول امرأة عربية تدخل هذا المجال.

أهم المعايير التي وضعتها الهيئة

السعودية للفضاء لاختيار رائد الفضاء:

(حسب الموقع الرسمي للهيئة السعودية للفضاء)

⦁ أن يكون سعودي الجنسية.

⦁ ألا يقل عمر المرشحـ/ـة عن (25) سنة.

⦁ التخصص في مجالات STEAM التعليمية.

⦁ اجتياز اختبارات اللياقة البدنية.

⦁ إنجاز (1000) ساعة طيران كحد أدنى (للطّيارين).

⦁ امتلاك خبرة مهنية لا تقل عن سنتين.

⦁ التمكن من إجراء التجارب العلمية.

⦁ القدرة على التعامل مع الأنظمة المعقدة والمعدات.

⦁ القدرة على العمل في بيئة غير اعتيادية.

⦁ القدرة على التعامل وحل التحديات والمشكلات.

⦁ مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية.