ودعت الرياض رجل الأعمال والتعليم الشيخ محمد بن إبراهيم الخضير، رائد التعليم الأهلي بالمملكة، ومؤسس مدارس التربية النموذجية بالرياض.
وقد تمت الصلاة على الفقيد عصر الخميس بجامع الراجحي بالرياض، فيما وارى الثرى بمقبرة النسيم. بعد مسيرة حافلة بالعطاء في العمل التعليمي والخيري والاجتماعي والوقفي.
ولشدة اهتمام الشيخ محمد الخضير بالتعليم قام بتأسيس مدارس التربية النموذجية التي تأسست (عام 1378هـ – 1958م)، حيث عُرف محمد الخضير بأنه ذو ولع شديد بالتعليم خلال مسيرته العلمية والمهنية، والتحق بالعمل في شركة أرامكو عام 1369هـ كعامل في السكك الحديدية بعد أن أنهى تعليمه في الكتاتيب في منطقة القصيم، وتعلم اللغة الإنجليزية بشكل جيد ولاحظ خلال عمله في شركة أرامكو أن زملاءه في العمل أخذوا يتقنون اللغة الإنجليزية وهم لا يحسنون القراءة والكتابة باللغة العربية ولولعه الشديد بالتعليم سخّر غرفته الخاصة لتعليم القراءة والكتابة لزملائه في شركة أرامكو. وفي عام 1374هـ انتقل للعمل بمشروع الخرج الزراعي الذي كانت تشرف عليه شركة أرامكو وطالب الشركة بتأسيس مدارس لأبناء العاملين بالمزارع فوافقت الشركة على إقامة مدرستين وقام الشيخ محمد الخضير بإدارتها والإشراف عليها إضافة إلى عمله.
وبعد مسيرة حافلة في العمل الحكومي، وضع محمد الخضير أول لبنة بافتتاح أول فرع لمدارس التربية النموذجية الذي كان يقع في حي الملز بمدينة الرياض، لتكون أول مدرسة في مدينة الرياض لتعليم البنات حيث كان ذلك قبل تأسيس الرئاسة العامة لتعليم البنات بعامين. كما تبرع محمد الخضير مؤخرا لإنشاء مبنى وقف تعليمي بمركز أبانات في محافظة النبهانية بالقصيم بمبلغ خمسة ملايين ريال، فضلا عن دعمه البرامج التعليمية والاجتماعية في الرياض والقصيم.
وكان أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، قد كرم الشيخ محمد بن إبراهيم الخضير مؤخراً لدعمه الوقف التعليمي في إدارة تعليم بالقصيم بمبلغ 50 مليون ريال.
ويعد الشيخ محمد الخضير أحد أكثر رجال الأعمال المتبرعين لمباني تعليمية وقفية بالمملكة انطلاقاً من رؤيته بأهمية دور رجال الأعمال في إنشاء وتجهيز المباني التعليمية وهو جزء من الرسالة الوطنية والمسؤولية الاجتماعية الملقاة على رجال الأعمال.
وولد محمد الخضير ونشأ في محافظة رياض الخبراء بالقصيم، وعمل في شركة أرامكو في بداياتها.
وانتقل إلى محافظة الخرج ليعمل في مشروع الخرج الزراعي، غير أنه فضل التفرغ للعمل الخاص وهو ما حقق فيه نجاحات غير مسبوقة، ليترجم خبرته الطويلة في القطاع التعليمي إلى تسجيل اسمه بمداد من ذهب في التبرعات الخيرية والاجتماعية والثقافية طيلة العقود الماضية، كما تبرع بالعديد من المدارس التعليمية والمراكز الاجتماعية ودور تحفيظ القران الكريم على حسابه الخاص، ليكون قدوة لرجل الأعمال الباذل بسخاء لخدمة وطنه ودينه ومجتمعه. وعُرف عن الشيخ محمد بن إبراهيم الخضير بأنه ذو ولع شديد بالتعلّيم، وأسس في عام 1958 مدارس التربية النموذجية التي تعد من أكبر وأعرق المدارس في المملكة.
وعمل الراحل في بداية حياته معلماً ومترجماً بشركة أرامكو السعودية من عام 1949 إلى عام 1954، مما أكسبه اطلاعا واسعا ورؤية واعدة للمستقبل ومن ثم المشاركة المجتمعية الفاعلة في المجال التعليمي والخيري بكافة مجالاته.
كما كان مساهماً في "الشركة الوطنية للتربية والتعليم"، ورئيس مجلس إدارتها منذ عام 2002 وحتى عام 2019.
وقد سخر الشيخ محمد الخضير حياته وجهده وماله بالبذل والعطاء وتأسيس المشاريع الخيرية والتعليمية لتكون شاهدا على مسيرة مشرفة وقدوة للغير.
وقد نعى الأستاذ خالد بن محمد الخضير رئيس مجلس الأمناء بجامعة اليمامة والده الفقيد محمد الخضير، داعيا الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وسيكون والعزاء في ديوانية الشيخ محمد الخضير في حي الريان بالرياض.
كما نعى الفقيد الكثير من المغردين والمسؤولين ورؤساء الجمعيات الخيرية بالمملكة في تويتر، حيث قال عضو مجلس الشورى السابق حمد القاضي، يؤلمنا رحيل الأخيار الذين عاشوا لخدمة دينهم ووطنهم وأبناء وطنهمواليوم رحل رجل فاضل كريم متواضع الشيخ #محمدبنبراهيم_الخضير رجل المبادرات بميادين التربية والخير والعمل الاجتماعي بالوطن عامة وبمحافظته رياض الخبراء بالقصيم. أسرة تحرير الرياض تتقدم بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد ولأبنائه وبناته وأسرة الخضير الكرام بالرياض والقصيم، وإلى سعادة الأستاذ خالد بن محمد الخضير رئيس مجلس الأمناء بجامعة اليمامة، سائلين الله عز وجل أن يتغمد الفقيد الشيخ محمد الخضير مدرسة الخير والعطاء بواسع رحمته وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة.
التعليقات