الوفاء، التقدير، الاحترام، التكريم قيم وصفات جميلة تعزز العلاقات الإنسانية وتنشر المحبة واللحمة الاجتماعية بين الناس. الوفاء لا يفقد أثره مهما طال الزمن والتكريم لمن يستحق سلوك جميل وهو أجمل عندما يقدم للإنسان قبل رحيله وعندما يقدم لفئة تستحق.

في مجال التربية والتعليم علاقة معلم بطالب تبرز فيها مهنة التعليم كرسالة أكثر من كونها وظيفة. لا يمكن نسيان حياة المدرسة، لا يمكن نسيان دور المعلم وتأثيره التربوي والمعرفي، علاقة الطالب بالمعلم هي بطبيعتها علاقة ثقة وبناء ومستقبل وفي المملكة مكانة خاصة للمعلم، حيث هي علاقة يسودها الحب والاحترام وتنتشر في كل أرجائها مبادرات الوفاء من الطلاب للمعلمين الأمر الذي يعكس ثقافة متحضرة تعلي مكانة المعلم وتقدر دوره ومسؤولياته الجسيمة، إحدى هذه المبادرات مبادرة مجموعة من طلاب المدرسة الفيصلية بعنيزة لتنظيم حملة وفاء وامتنان لمعلمي ومديري هذه المدرسة.

هي مدرسة تأسست عام 1369 للهجرة وهي المدرسة الثالثة في عنيزة بعد مدرسة الملك عبدالعزيز والمدرسة السعودية، هي إحدى المدارس التي تحكي تاريخ التعليم في المملكة كأولوية من أولويات الدولة في مسيرة التنمية الشاملة، تلك المدارس الطينية البسيطة بمبانيها الغنية بعقولها، الجميلة بجهود معلميها الفخورة بإخلاصهم وإنجازاتهم، السعيدة بطموح طلابها.

بدأت مبادرة طلاب مدرسة الفيصلية بتكريم مدير المدرسة الأسبق الأستاذ عبدالله الصالح الدامغ يتبعها زيارات وتكريم للمعلمين.

تتميز مبادرة طلاب الفيصلية بأنها سوف تستمر ما يعني تشكيل فريق عمل وتحديد أهداف تمثلت فيما يلي:

  • الاهتمام بكل ما يتعلق بمدرسة الفيصلية قبل ما يقارب 50 عاما في مقرها الصيفي من معلمين وطلاب ومعلومات واستعادة الذكريات.

  • العمل عل تنفيذ برامج للتواصل بين الطلاب والمعلمين في تلك الفترة سواء لقاءات جماعية أو زيارات فردية أو تواصل عبر الهاتف وفاءً وامتناناً من الطلاب لمعلميهم.

  • إصدار كتيب توثيقي أو فلم عن هذه المدرسة العريقة مع تراجم مختصرة للمعلمين والطلاب.

إن أهمية الدور الذي يقوم به المعلم حيث يتعامل مع الإنسان عقلا وقلبا ليساهم في بناء شخصيته هو في نهاية المطاف يساهم في بناء المجتمع ويستحق أن يكون له مكانة مرموقة في هذا المجتمع وأن يشارك كل فئات المجتمع بأفراده ومؤسساته في تكريم وتقدير المعلم تعزيزا للمكانة العظيمة لمهنة التعليم، وفي هذا الباب نشيد بالتنسيق مع جمعية واحة الوفاء لمساندة كبار السن من أجل المشاركة في تقديم الخدمات المناسبة لاحتياجات المعلمين. وهكذا تفتح مبادرة الوفاء المجال لتعزيز مكانة وعلاقة المعلمين بالمجتمع وجعلها علاقة تفاعلية مستمرة لكل المعلمين من القدماء والحاليين ولتكن هذه المبادرة نواة لجمعية للمعلمين برؤى وأفكار مبتكرة وأهداف تربوية واجتماعية وإنسانية.