المملكة اليوم تبتكر وتتبنى شعار "للإنسان نبتكر" عبر توجيه البحث والابتكار نحو الريادة العالمية في الصحة والبيئة وتعميق الأثر الاقتصادي لقطاعي الصناعة والطاقة لمستقبل الأجيال القادمة، ومن بلد مستورد للتقنية والإبداع إلى بلد ريادي مصدر لها..

عندما يقول آينشاتين: «المخيلة أكثر أهمية من المعرفة؛ فالمعرفة محدودة، أما المخيلة فتطوّق العالم»، فذلك امتدادٌ لبيئة تعلمٍ حديثةٍ «ابتكاريّةٍ» تنطلق نحو البيئة المُمكِنة مجالاتٍ وآفاقاً أمام المتعلمين لإطلاق «خيالاتهم» نحو كل جديد ومختلف ومثمر.

ومن نفس المنطلق، نجد أن «المدرسة الحديثة» من يحقق فيها الطلاب تقدماً «يفوق» ما يمكن توقعه، بناءً على ما يتم تزويدها به من تكنولوجيا متقدمة وبسرعةٍ فائقة، حسب مدير معهد التربية بجامعة لندن البروفيسور بيتر مورتيمور.

وعند استقراء تجارب بعض الدول المتقدمة في التعليم مثل فنلندا، سنغافورة، كوريا الجنوبية، اليابان، ماليزيا، والولايات المتحدة وألمانيا وغيرها، نجد تعدد النماذج التي تتحدث عن تصميم «بيئات تعلّمٍ ابتكاريّة» ونشطة وفاعلة وحديثة، وبمبررات كان على رأسها التطور العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم الحديث وما يتطلبه سوق العمل من مهارات عقلية عليا جداً، وتخصصات دقيقة لا تستطيع بيئات التعلم التقليدية الكلاسيكية توفيرها!

وكعادتها تؤكد المملكة العربية السعودية دوماً سعيها الدؤوب نحو تأسيس مجتمع سعودي معرفي كما نصت رؤية 2030، تتبلور فيه العلاقة بين الإنسان والمعرفة والتنمية.

المملكة اليوم تتبنى شعار «للإنسان نبتكر» عبر توجيه البحث والابتكار نحو الريادة العالمية في الصحة والبيئة وتعميق الأثر الاقتصادي لقطاعي الصناعة والطاقة، مؤمنة بذلك مستقبل الأجيال القادمة، ومن بلد مستورد للتقنية والإبداع إلى بلد ريادي مصدر لها.

حيث أعلن سابقاً سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله-، عن التطلُّعات والأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار في المملكة للعقدين المُقبلين، والتي تستند إلى أربع أولويات رئيسة؛ تتمثل في: صحة الإنسان، واستدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، والريادة في الطاقة والصناعة، واقتصادات المُستقبل، بما يُعزز من تنافسية المملكة عالميًا وريادتها؛ ويتماشى مع توجُّهات رؤية المملكة 2030 وتعزيز مكانتها كأكبر اقتصاد في المنطقة.

وكان سموه كعادته في مستهل إعلانه عن أي منجز ومشروع ومبادرة أن يرفق معها تفصيلاً عن التطلُّعات والأولويات الوطنية، حيث التطلُّعات الطموحة لقطاع البحث والتطوير والابتكار، لتصبح المملكة من رواد الابتكار في العالم، والذي سيصل الإنفاق السنوي فيها على القطاع إلى 2.5 % من إجمالي الناتج المحلي في عام 2040؛ ليُسهم القطاع في تنمية وتنويع الاقتصاد الوطني من خلال إضافة 60 مليار ريال سعودي إلى الناتج المحلي الإجمالي في عام 2040، واستحداث آلاف الوظائف النوعية عالية القيمة في العلوم والتقنية والابتكار.

ومن أجل ضمان نمو وازدهار القطاع، فقد تمت إعادة هيكلة قطاع البحث والتطوير والابتكار وتشكيل لجنة عليا برئاسة سمو ولي العهد للإشراف على القطاع وتحديد الأولويات والتطلعات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار في المملكة، وإنشاء هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار التي ستعمل كممكن ومشرّع ومنظّم للقطاع، وستقوم بتطوير البرامج والمشاريع وتوزيع الميزانيات ومراقبة الأداء.

وتحقيقًا لهذه الطمُوحات الكُبرى، فإنه سيتم العمل على استقطاب أفضل المواهب الوطنية والعالمية؛ إضافة إلى تعزيز التعاون مع كُبرى مراكز البحث والشركات العالمية والقطاع غير الربحي والقطاع الخاص اللذين يُعدان شريكًا أساسيًا لقيادة البحث والتطوير وزيادة الاستثمار في القطاع.

وانطلاقًا من المزايا التنافسية التي تتمتع بها، ومن مبدأ حرصها على مواجهة أهم التحديات التي تُواجه الإنسان، وتأمين مستقبل الأجيال القادمة؛ لتكون هذه الأولويات بوصلة لتوجيه جميع المشاريع والجهود المستقبلية للقطاع، جاءت "صحة الإنسان" على رأس الأولويات الوطنية، وتستهدف المملكة من خلال هذه الأولوية الوصول إلى حياة صحية أفضل وأطول، من خلال مواجهة أهم التحديات الصحية في المملكة والعالم، وإيجاد حلول جذرية للأمراض المزمنة وغير المعدية، وتوفير أعلى معايير الرعاية الصحية لأفراد المجتمع عبر تقديم رعاية صحية رقمية مميزة، وإمداد العالم بأحدث التقنيات الدوائية القائمة على التقنية الحيوية.

ولأهمية المرحلة الجديدة البحث والابتكار، رأى سمو ولي العهد بنظرته الثاقبة ومسؤولياته الجسيمة وحرصه الكبير على هذا القطاع الحيوي المهم تكوين لجنة عليا للبحث والتطوير والابتكار برئاسته -حفظه الله-، وتعمل على تحديد الأولويات والتطلعات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار في المملكة، بعد اعتماد حوكمة جديدة لقطاع البحث والتطوير والابتكار بناءً على أفضل الممارسات العالمية ضمن إطار الهيكلة الجديدة للقطاع، ومنها تم إنشاء هيئة خاصة لتنمية البحث والتطوير والابتكار، والتي تعمل الآن كممّكن ومشرّع ومنظّم للقطاع، ومطور للاستراتيجية الوطنية للبحث والتطوير والابتكار بناء على الأولويات والتطلعات الوطنية.

المملكة اليوم تتبنى شعار "للإنسان نبتكر" عبر توجيه البحث والابتكار نحو الريادة العالمية في الصحة والبيئة وتعميق الأثر الاقتصادي لقطاعي الصناعة والطاقة لمستقبل الأجيال القادمة، ومن بلد مستورد للتقنية والإبداع إلى بلد ريادي مصدر لها.