دلفت رحلة التعليم في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة مرحلة نوعية مختلفة أصبح معها لطلابنا وطالباتنا حضور في المحافل التعليمية العلمية الدولية حققوا معه ميداليات وجوائز عالمية.
المتتبع لحجم المنجزات يدرك بأنها لم تأتِ من فراغ، لكنها جاءت كنتيجة حتمية لحجم الدعم والاهتمام من قيادة هذا الوطن العظيم -حفظها الله-، كما يستشعر كيف أسهمت رؤية 2030 في خلق بيئات للإبداع تولدت معه منجزات كبيرة في مختلف المجالات، ومن ذلك ما منحته وكالة الفضاء الأميركية (NASA) من أوسمة علمية لمدارسنا نظير جهودها العملية الميدانية.
(الرياض) زارت عدداً من مدارس محافظة الأحساء التي حصلت على أوسمة والتي بلغ عددها 572 وساماً للبنين والبنات، ورصدت العمل النوعي الذي يقوم به طلابنا وطالباتنا.
ثمار الرؤية
مدير الإدارة العامة للتعليم بمحافظة الأحساء حمد بن محمد العيسى عبر عن سعادته بما حققته مدارس المحافظة وهي بهذا رفعت اسم المملكة العربية السعودية على الصعيد العالمي واصفاً إياها بأنها أوسمة شرف، مؤكداً في الوقت ذاته بأن ما تحقق هو ثمرة دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- الكبير والدائم لقطاع التعليم وللمبدعين والمبتكرين من أبنائه، كما أنه يمثل نتيجة طبيعية لما رسمته رؤية المملكة 2030 من برامج وخطط تعنى بالتعلم والتحفيز على الإبداع والابتكار، وتطوير قيم الطلاب ومهاراتهم الأساسية، ورفع وعي الطلاب لتلبية متطلبات التنمية الوطنية ومتطلبات سوق العمل. ولفت العيسى إلى ما يلمسه من ارتفاع في مستوى الوعي على أهمية المنافسة لدى أبنائه الطلاب والطالبات على الصعيد المحلي والعالمي، فأصبح للمملكة حضور عالمي.
ثراء معرفي
عبدالله الفرحان منسق برنامج (Globe) البيئي في تعليم الأحساء قال بأن البرنامج بدأ من عام 2014م ومعه بدأت المدارس في تحقيق الأوسمة، موضحاً آلية الحصول على الوسام والتي تتمثل في الإدخال المنتظم للبيانات (التي يرصدها الطالب من الميدان) ويدخلها في الموقع العالمي لبرنامج (Globe).
وأوضح أن برنامج (Globe) يعني (التعلم والملاحظة العالمية لمنفعة البيئة) وهو برنامج علمي عالمي تطبيقي، وتشرف عليه وتدعمه (NASA)، لافتاً إلى أن المملكة لها الريادة على مستوى العالم عبر تحقيقها للمراكز الأولى عبر إدخال البيانات وإجراء الأبحاث والدراسات.وأضاف بأن إدارة تعليم الأحساء وبمتابعة دقيقة من مدير التعليم والمساعد التعليمي ومدير النشاط بدأت في تطبيق هذا البرنامج في مدارس البنين والبنات بهدف أن يقوم الطلاب والطالبات بعمل (العالم) يجري الأبحاث والدراسات ويأخذ القياسات الجوية ذات العلاقة بالبيئة بهدف الحفاظ على المكون الحيوي في حياتنا، مضيفاً بأن الشغف الكبير لدى طلابنا أثمر عنه تحقيق هذه الأوسمة، كما تشرف تعليم الأحساء بحصوله على أفضل فيلم وثائقي وبث في يوم الأرض في موقع ناسا، كما قام أحد طلاب الأحساء في عام 2017م بتمثيل المملكة في الملتقى الإقليمي في سلطنة عمان وشارك بورقة علمية. ولفت الفرحان إلى التجارب والقياسات التي يقوم بها الطالب لها علاقة لصيقة بما يتعلمه في المنهج الذي يدرسه في مواد الفيزياء والكيمياء والأحياء وعلم الأرض، كما أنها تحفز ذهن الطالب وتعمل له إضاءات وتوسع من أفقه في الأبحاث وكيفية الاستقصاء، مشيراً إلى أن الطالب المشارك والفائز في هذا البرنامج يمنح شهادة رسمية يستفيد منها حتى بعد دخوله المرحلة الجامعية أو الوظيفية.
بروتكولات علمية
المعلم في ثانوية عبدالله بن سلام بالأحساء عبدالمطلب العيسى أشار إلى أن برنامج (Globe) البيئي يضم أربعة بروتوكلات وهي الهواء، والماء، والنباتات، والتربة وحصلت مدرستهم حتى العام الحالي 2023م على 49 وساماً، ونبه إلى أن هذا البرنامج هو بمثابة تدريب عملي لأخذ البيانات ويتعرف على الأجهزة.
الطلاب يتجهون في وقت محدد ويقومون بفتح الأجهزة في الكشك المخصص لقياس أجهزة للضغط الجوي، وجهاز قياس التربة، وجهاز للهواء والتربة، وجهاز رابع لقياس الرطوبة النسبية، وبعد أخذ القياسات وتسجيل البيانات ويقوم بإدخالها في موقع (جلوب)، ويتعلم مهارات القراءات الدقيقة، لافتاً إلى عملية تسجيل القياسات تتم على يومياً على مدار السنة حتى أوقات الإجازة الصيفية وهو الأمر الذي يتطلب معه بذل جهد كبير، موضحاً بأن الحصول على الوسام يتم بناءً على عدد البيانات التي تدخل يومياً.
طلابنا يجنون الثمار
المعلم في ثانوية الإمام الطحاوي بالهفوف والمدرب على مستوى الشرق الأوسط عبدالعزيز العامر أكد بأن الطلاب يقومون بأخذ قياسات الحرارة، والرطوبة، والضغط الجوي، ومعرفة أنواع السحب، واحتمالية سقوط الأمطار والحموضة، وحرارة التربة، وإدخالها على الموقع الرسمي على (Globe). وبين العامر (الذي مثل وزارة التعليم في المملكة في مؤتمر سلطنة عمان) بأن طلابنا أصبحوا يعرفون كيفية التعامل مع الأجهزة والقراءات، ومعها كيفية الحفاظ على البيئة، وأعرب عن تطلعه مستقبلاً في تطبيق جميع البروتوكلات الخاصة في هذا البرنامج والتي تشمل الغلاف الجوي، التربة، والسحب، والحرارة السطحية، النباتات، والحشرات. ودعا العامر زملائه المعلمين في مدارس المملكة إلى أهمية إشراك الطلاب في البرامج العالمية لرفع الوعي البيئي للطلاب وبالتالي استفادة الوطن من ذلك، لافتاً إلى أن الطلاب الذين شاركوا في هذا البرنامج نقلوا ما تعلموه إلى منازلهم وإلى جامعاتهم أو عملهم.




التعليقات