أصدر الباحث في التاريخ السعودي قاسم بن خلف الرويس، كتابًا في جزأين، بعنوان "كتب إلينا من جزيرة العرب من أخبار الحجاز ونجد ( 1924- 1931م)"، متضمنًا توثيق أخبار الحجاز ونجد وملحقاتها قبل توحيد المملكة، والمنشورة في "جريدة الشورى القاهرية" في الفترة التي حددها المؤلف في عنوان الكتاب.
ويقع هذا العمل في "1358" صفحة من القطع المتوسط، وهو من مطبوعات "دار أهوى للنشر" بمحافظة الدوادمي.
وصدّر المؤلف كتابه بتمهيد، تناول فيه "جريدة الشورى" التي استقى منها مادة كتابه، وعرّف بسيرة صاحبها الصحفي الفلسطيني "محمد بن علي الطاهر"، مع ملخص عن الأوضاع العامة المكانية والزمانية لمادة الكتاب، وبيّن أنه وجد في ثنايا هذه الجريدة أنابيش من الوثائق والمعلومات التاريخية والأدبية المهمة، وحرص على نقل موادها كما هي، دون حذف أو تبديل، سوى ما اضطر إلى حذفه، وذلك في مواضع بسيطة أشار إليها في الحاشية، ووضع مبحثًا حول الأسماء الصريحة والمستعارة للكتّاب، وجداول زمنية للأحداث السياسية المحيطة بالعالم العربي آنذاك.
وجاءت مواد الكتاب مرتبة على ثمانية فصول، بحيث ترد أخبار كل سنة ميلادية متسلسلة في فصل خاص بها من الأقدم إلى الأحدث، بترتيب تاريخي، مع تعليقات للمؤلف مبنية على ما ورد في المصادر والمراجع المعتبرة.
وأضاف الباحث في نهاية كتابه ملحقًا في "16" صفحة، يضم رسائل للشريف "أحمد السنوسي" نزيل مكة، ومناقشات أدبية حول موقع "دارين" ومن سكنها من الأعلام، شارك فيه نخبة من الأدباء العرب الكبار، أمثال: شكيب أرسلان، وخير الدين الزركلي، وأمين واصف، ومحمود رشاد، وأحمد زكي باشا، وعبدالعزيز الرشيد.
ويذكر المؤلف أن عنوان كتابه مستوحى من مواده، فقد تكررت جملة الجزيرة العربية في الكتاب "120" مرة، أما مفردة الجزيرة أو شبه الجزيرة، فتكررت "200" مرة، كما أن هناك جمل أخرى تشابه هذا اللفظ، كانت "الشورى" تستخدمها، مثل: علمنا من جزيرة العرب ، أذاعت أنباء الجزيرة، اتصل بنا من أخبار الجزيرة العربية، ولذا فإن العنوان يحمل في طيّه روح الصحافة التي تعتمد على المكاتبات في جمع أخبارها.
وحرص المؤلف على إضافة "200" صورة فوتوغرافية قديمة، جمعها من مصادر مختلفة؛ نظرًا لارتباطها بالأحداث والأماكن والأعلام الوارد ذكرها في الكتاب، زيادة في الفائدة العلمية، وتجميلًا للكتاب من الناحية الفنية، وكسرًا لحدة الرتابة السردية من الناحية الأدبية.
وزوّد الباحث كتابه بفهرسين مفصّلين أحدهما لموضوعات الكتاب، والآخر للصور ورقم موادها، إضافة إلى كشّاف شامل؛ ليهوّن على القارئ والباحث الوصول إلى المعلومة بكل يسر وسهولة.
والكتاب في مجمله مفيد للباحث والدارس والمطلع، لما يحتويه من أخبار ومواد صحفية ثمينة، ونوادر، وسوانح دوّنت في وقتها، واكتسبت مع مرور السنين أهمية؛ كونها تمثل زمن طويت صفحته إلى الأبد.
يذكر أن الباحث "قاسم الرويس"، أحد أبرز الباحثين الذين استفادوا من الصحف والمجلات القديمة في استخراج المواد التاريخية التي تخص الجزيرة العربية، وله في ذلك كتب عديدة، ومن كتبه التي استقى موادها من "جريدة الشورى" ما بين أعوام "1343 إلى 1350هـ": "الشوريات"، "من أخبار الإمارات"، "ماذا في الكويت"، "شيء عن البحرين"، "أخبار مسقط وعمان وشيء عن زنجبار".
التعليقات