أصيب الشعب الأميركي وعلى وجه الخصوص الرئيس السابق دونالد ترمب وأتباعه بخيبة أمل بعد الإعلان عن نتائج تحقيق المستشار الخاص جون دورهام الذي كلفه النائب العام السابق وليام بار في عام 2019 بالتحقيق في حقيقة تعامل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) مع تحقيقاته في التواطؤ المزعوم بين ترمب والحكومة الروسية للفوز بالانتخابات خلال 2016. كان أتباع ترمب والجمهوريون عمومًا يأملون بأن يتم توجيه تهم فيدرالية إلى عدد من أفراد مكتب التحقيقات الفيدرالي وفي مقدمتهم رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق «جيمس كومي» لكن هذا لم يحدث على الإطلاق.

صدر تقرير دورهام في صيغة نهائية الأسبوع الماضي بعد أكثر من أربع سنوات من التحقيقات التي أشغلت الإعلام والشارع الأميركي. وعلى الرغم من عدم التوصية بأي تهم جنائية ضد أي فرد من أفراد مكتب التحقيقات الفيدرالي، إلا أن المستشار الخاص دورهم -في أقل تقدير- أصدر لائحة اتهام قاسية للوكالة، حيث كتب أن مكتب التحقيقات الفيدرالي تجاهل عمدًا المعلومات الجوهرية التي لا تدعم رواية علاقة التواطؤ بين ترامب وروسيا، وكتب كذلك أن تعاملها مع التحقيق كان "معيبًا بشكل خطير" وتسبب في "ضرر جسيم بالسمعة".

هذا الضرر الجسيم الذي أشار إليه التقرير كان ضحيته الرئيس السابق دونالد ترامب، وفي هذا السياق يوعز الكثر من المراقبين بأن قضية التواطؤ الملفقة بين ترامب والحكومة الروسية للفوز بالانتخابات خلال 2016 محل التحقيق، وكانت عاملاً رئيسًا في خسارة ترمب في انتخابات 2020؛ وفي هذا الإطار قال وزير العدل السابق ويليام بار إن تقرير دورهام يُظهر أن التحقيق الروسي كان "ظلمًا جسيمًا" لترمب.

وفي مناسبة لائحة الاتهام الموجهة لمكتب التحقيقات الفيدرالي قال السيناتور لينزي جراهام: "آمل أن يقوم شخص ما في مكتب التحقيقات الفيدرالي باستدعاء الأشخاص المعنيين بهذا الفساد، هذا ليس مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي يمثل الشعب الأمريكي، هذه ليست وزارة العدل التي نريدها، ونحن آسفون".

ليس السيناتور لينزي جراهام والشعب الأميركي وحدهم الذين صدموا بفساد مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، وإنما جميع الأطراف الدولية المرتبطة بالمشهد الأمريكي وفي مقدمتهم حلفاء الولايات المتحدة الأميركية. ويزعزع هذا المشهد القبيح الثقة على كل الأصعدة، فالأمر يتعلق بشفافية الانتخابات ومصداقية المؤسسات الأمريكية التي لطالما كانت مصدر قوة أميركا والداعم الأول للثقة المتبادلة مع الحلفاء.