تحدث أمين رابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى عن زواج المسيار ومما قاله خلال لقائه على برنامج (بالتي هي أحسن) الزواج الشرعي واضح بيّن، هو زواج معلن لا خفاء فيه أما الذي يخفى هو السفاح.
والزواج له شأن عظيم في الإسلام وله قدسية وقال الله تعالي: ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)، وتابع: هل المقصد المشار إليه في هذه الآية الكريمة موجود فيما يسمى المسيار واستطرد: لا يجوز إخفاء الزواج ولا يجوز الإقدام على زواج خالي من المقصد الشرعي لبناء الأسرة..الخ.
أود الإيضاح بأن من شروط الزواج توفر العقد الشرعي، والمهر، وقبول الطرفين، وشهود الشرع، وعاقد الأنكحة، والولي، وهذا حاصل في زواج المسيار؛ ومن ثم فهناك امرأة لديها أب أو أم لا تستغني عن خدمته أو خدمتها، لذا فالشرع لا يحرم عليها زواج مسيار وهو مكتمل الشروط الأساسية، وربما يجتمعان في بيت بعد فقدها من تعول، ومثل هذا يحصل؛ وأخرى من ذوي الاحتياجات الخاصة كالمشلولة أو مقطوعة بعض الأطراف وهي بصحة وعافيته وتكتفي بالمسيار لتحصل على ابن أو ابنة تعيش بظله حينما يخلو الجو لها، وثالثة حالها ميسورة، ومالكة للمنزل، ولديها ابن أو ابنة فقط، وتريد المزيد، ولا تريد رجلا ينغص حياتها؛ تريد لتتفرغ لتربية من عندها ابن أو بنت وهناك رجل بلغ أشده لا يستطيع الزواج وبناء أسرة.
وكل تلك الحالات لا تهتم بغير النسل لما تنظره من ظروف الحياة القاسية وغالبا لا تهتم بالليلة ولا بالسكن معها وقد تتوفر المودة والرحمة دون أن يسكن إليها، فالرحمة بعد لم تنزع من قلوب الرجال المؤمنين المسلمين، أما الإعلان فاليوم تحصل زواجات بدون إعلان ولا حفلات لبعض الظروف، كما مر على العالم من فيروس كورونا 19؛ ومن آياته الدالة على رحمته وعنايته بعباده وحكمته العظيمة وعلمه المحيط، { أنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } تناسبكم وتناسبونهن وتشاكلكم وتشاكلونهن.
لهذا أرى أن هذا الزواج شرعيا لأنه مكتمل الشروط؛ فهو أفضل بكثير من البقاء بدون زواج ولا وارث خاص بالمرأة، ومن ثم فالمودة والرحمة الذين يضعهما الرحمن بعباده، وليس الرجل يصنعها. ونسمع كثيرا أن هذا الرجل لا يعرف الرحمة أو ليس لديه رحمة في بيته، وأخيرا زواج مسيار مكتمل الشروط الشرعية الأساسية خير من الانزلاق والانحراف في مهاوي الرذائل.
بعض الباحثين يرى أن لزواج المسيار إيجابيات وإن كان لا يحقق جميع جوانب الحياة الزوجية التي ينشدها الإسلام في الزواج ومن أبرز هذه الإيجابيات؛ أنه يراعي ضرورات الحياة وعدم تحقيق الأهداف لا يبطل الزواج، إنما يخدشه، وبه إعفاف للنساء وللرجال، وهو من أعظم الأمور في محاربة الزنى وقد جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي في دورته الثامنة عشرة المنعقد بمكة تأكيده أن عقود الزواج المستحدثة وإن اختلفت أسماؤها وأوصافها وصورها لا بد أن تخضع لقواعد الشريعة المقررة وضوابطها (من توافر الأركان والشروط وانتفاء الموانع) وينبغي أن يعلم أن هذه الصورة من النكاح (المسيار) ليست هي الصورة المثلى والمطلوبة من الزواج، ولكنها مع ذلك صحيحة إذا توفرت له شروطه وأركانه، من التراضي، ووجود الولي والشهود.. إلخ. وقد أجازه الشيخ ابن باز -رحمه الله- إذ قال: لا حرج في ذلك إذا استوفى العقد الشروط المعتبرة شرعاً، وهي وجود الولي ورضا الزوجين، وحضور شاهدين عدلين على إجراء العقد، وسلامة الزوجين من الموانع بشرط إعلان النكاح، وعدم إخفائه.
التعليقات