في سنوات طفولتي الأولى كنت كثيراً ما أشاهد مع سيدي الوالد -رحمه الله- نشرات الأخبار المسائية عبر القناة السعودية الأولى وما يسبقها من تسجيل إما لحفلات تدشين المشاريع أو المؤتمرات والندوات التي كان يشملها برعايته وحضوره الملك فهد بن عبدالعزيز أو ولي عهده حينها الملك عبدالله بن عبدالعزيز أو نائبه الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمهم الله جميعاً-.. كنت -وما أزال- شديد الملاحظة لكل التفاصيل التي أراها في الشاشة، فكثيراً ما استرعى انتباهي الأمير الجالس في الكرسي الواقع خلف راعي الحفل مباشرة في العديد من المناسبات وبفضول طفولي سألت عنه سيدي الوالد -رحمه الله- ليخبرني بأنه مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه وأيّده بنصره- أمير منطقة الرياض في ذلك الوقت، من هنا استقرت في ذهني صورة مليكنا الغالي الحاضر دائماً في كل المحافل إلى جوار إخوته الملوك وولاة العهد، لا أظن بأن ثمة مدينة في العالم ارتبط اسمها باسم أميرها أو حاكمها كما ارتبطت الرياض بسلمانها.. فعلى مدى أكثر من خمسة عقود كان مولاي -رعاه الله- ملء السمع والبصر في عاصمتنا الحبيبة والجميع يستذكر كيف كانت سياسة الباب المفتوح مثالاً حيّاً في إمارة منطقة الرياض، حيث أمكن للمواطن والمقيم لقاءه -حفظه الله- يومياً بعد صلاة الظهر دون سابق موعد وعرضوا
عليه مطالبهم بتنوعها وأنهاها، حتى باتت العبارة الشعبية الشهيرة (والله ما يردني إلا سلمان بن عبدالعزيز) إمعانا في الصورة الذهنية السائدة التي ارتسمت لدى سكان الرياض من واقع شواهد عديدة إما حضروها بأنفسهم أو سمعوا بها وأن مجرد وصول الموضوع للملك سلمان فإنه بات في حكم المنتهي.
أتى إعلان سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله ورعاه وأيّده بنصره- عن إطلاق مسمى (حي الملك سلمان) في مدينة الرياض على حيّي الواحة وصلاح الدين والإعلان عن مشروع تطويري شامل تقديراً وعرفاناً ووفاءً لوالد الجميع لقاء ما قدمه -رعاه الله- خلال توليه إمارة منطقة الرياض.
ويأتي المشروع امتداداً لحرص سمو سيدي ولي العهد الكبير ودعمه لتنمية المدن ومدينة الرياض على وجه الخصوص لتحقيق تحفيز النمو السكاني والاقتصادي، حيث سيدعم المشروع تحسين جودة الحياة والمشهد الحضري وأنسنة مدينة الرياض كما وسيساهم المشروع في صناعة هوية مكانية نوعية من خلال توظيف العمارة السلمانية في جميع عناصر الحي خصوصاً وأن (حي الملك سلمان) يقع في قلب الرياض بالقرب من حديقة الملك سلمان بمساحة إجمالية 6.6 كيلومترات ما يجعله مركزاً بيئياً وترفيهياً واقتصادياً رئيساً ومتعدد الأنشطة لمدينة الرياض.
حفظ الله الوالد القائد والمعلم مولاي خادم الحرمين الشريفين وأسبغ عليه لباس الصحة والعافية وحفظ الله أمير الشباب قائدنا الملهم سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ودام وطننا الغالي عزيز المكانة عظيم المنجزات.
إمضاء
حيّ راس لعزّ الشعب كلّه يروم
لأبيض الحق والتقدير سهل الجَنَاب
تنتهي عند سلمان الرياض العلوم
كلّما كَبْرت القَالات راحت هَبَاب
سمو الأمير عبدالعزيز بن سعود (السامر)
التعليقات