أكد الروائي الرقمي الأردني د. محمد سناجلة أن الأدب القديم في طريقه للاندثار لتحل مكانه الألعاب الإلكترونية، وأن الذكاء الاصطناعي اليوم يستطيع أن يكتب أدباً رقميا بخصائصه المتفق عليها عند النقاد، جاء ذلك في ندوة حوارية بعنوان: "هل هناك أدب رقمي عربي بالفعل؟" ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض المدينة المنورة للكتاب في نسخته الثانية، والتي شارك فيها الأديب د. ماهر الرحيلي، والأكاديمي د. محمد حبيبي، وأدارها عبدالعزيز طياش، حيث أجاب د. الرحيلي في بداية حديثه عن سؤال الندوة، مؤكدا وجود أدب رقمي عربي، مشيرا إلى أن لأدب الرقمي لا يهدد الورقي، وليس هناك اصطدام ولا صراع بينهما، بل تكامل وتطور، والنتاج الأدبي سابق للنقد الأدبي، لذلك لا يمكن رفضه أو تضخيم النقد حوله بعد أن أثبت وجوده، مضيفا: هناك ممارسات وجدت كحفظ النصوص الأدبية في وسائل التواصل الاجتماعي، فهل تعد أدباً رقمياً، النقاد يفرقون بين النصوص المرقمنة والأدب الرقمي، فتوظيف قصيدة لشاعر من خلال فيديو وصورة وموسيقى، إضافة إلى الروابط التشعبية بشكل احترافي بحيث تشاهد النص لوحة متكاملة، هو ما يمكن تسميته بالأدب الرقمي، وتحدث د. سناجلة في ورقته حول الرواية الرقمية، عن تجربته في إصدار أول رواية رقمية عام 2001م، مستعرضاً خصائص الرواية الرقمية من خلال رواية "كموش"، مضيفاً: "كل رواية تحمل روابط، ومؤثرات، وصوتاً، وصورة، وموسيقى هي رواية رقمية، لافتاً إلى أن مفهوم الزمن لدى الروائي واضح؛ ماض وحاضر ومستقبل، فهو متحرر منه، والرواية الرقمية لا تُكتب ولا تُقرأ ولا يتم التفاعل معها ورقياً، موضحاً بأن في روايته "الصقيع" الكلمة ليس لها دور بل الدور الرئيس للمؤثرات، أما د. محمد حبيبي فاستعرض في ورقته "الشعر الرقمي" تجربته من خلال قولبة قصائده عبر المؤثرات المتعددة، وإشراكه والدته وأبنائه في العمل، إضافةً لأصوات الرُعاة، والباعة، والماء؛ ليسمح لخيال المتلقي بالتحليق، فما لا يستطيع كتابته شعرياً كتبه الصوت والصورة.
التعليقات