يعتبر دخول الذكاء الاصطناعي في النشاطات الإنسانيّة ظاهرة بارزة خلال السنوات القليلة الأخيرة، ومن المتوقّع أن تظهر آثار هذه التقنيات في العديد من مجالات وليس استثناء أن تؤثر مستقبلا على مفهوم وممارسات والدبلوماسيّة، والتحدي الجديد هنا هو تحويل الدبلوماسيّة من فن ومهارة (بشريّة) تعتمد على الحدس والإقناع وحتى الحيلة إلى نماذج ذكيّة محوسبة، وهذا ما فعلته خوارزميات الذكاء الاصطناعي من شركة Meta التي تمكّنت من التغلّب على العديد من البشر في لعبة Diplomacy، والتي تتطلّب التخطيط الاستراتيجي والمفاوضات اللفظيّة مع لاعبين آخرين.
يقول نعوم براون، عالم الكمبيوتر في Meta عندما بدأ المشروع، في عام 2019، كنّا نعتقد أن النجاح سيتطلب عقدًا من الزمن ويضيف «فكرة أن يكون لديك ذكاء اصطناعي يقوم باستراتيجيّة التحدث مع شخص آخر والتخطيط للأشياء والتفاوض وبناء الثقة بدت وكأنها خيال علمي».
ومن هنا قد نرى في السنوات القريبة القادمة تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي الذي يسخّر التقنيات الحديثة والتعلّم الآلي وتحليل البيانات لتحسين عمليات الدبلوماسيّة واتخاذ القرارات الدبلوماسيّة الحاسمة، وبحسب مقترحات الذكاء الاصطناعي عن إمكانيّاته في هذا المجال يمكن تلخيص دور الذكاء الاصطناعي في الآتي:
أولا: في مجال تحليل البيانات الدبلوماسيّة، إذ يمكن باستخدام تقنيات التعلّم الآلي والتحليل النصي تحليل النصوص الدبلوماسيّة وفهم المعاني الكامنة فيها، مما يساعد على تحديد المشكلات والاحتياجات واتخاذ القرارات الدبلوماسيّة بشكل أكثر دقة وفعاليّة.
ثانيا: في مجال التواصل الدبلوماسي، وهنا يمكن استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لتحسين التواصل الدبلوماسي وتسهيل التفاهم بين الدول والجهات الدبلوماسيّة المختلفة، يشمل ذلك استخدام تقنيات الترجمة الفوريّة والتحدث الآلي.
ثالثا: يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي لتوقّع المخاطر وتحليل السياسات الأمنيّة، مما يساعد على اتخاذ القرارات الدبلوماسيّة الصحيحة فيما يتعلق بالأمن الدولي والعلاقات الدوليّة.
وفي مجال مهم آخر يمكن أن يخدم الذكاء الاصطناعي مجال التحليل الاستراتيجي من خلال تحليل البيانات لتحديد الاتجاهات الدبلوماسيّة والتنبؤ بالتطورات المستقبليّة، مما يساعد على صياغة السياسات الدبلوماسيّة واتخاذ القرارات الحاسمة بشكل أفضل.
- قال ومضى:
لن يغيرّ رأيك الظالم شيئاً سوى مضاعفة رصيدك من تعب الضمير..
التعليقات