من الطبيعي والمتوقع والمنطقي أن يفقد الهلال بعض شراسته وحدته في الفترة التي تفصل بين فوزه التاريخي على الدحيل وبين نهائي آسيا الذي سيقام ذهابًا في 29 أبريل المقبل في الرياض، وإيابًا في 5 مايو المقبل في سايتاما اليابانية، وأجزم أنَّ الهلال والهلاليين سيعودون إلى مرحلة (الشك) التي عاشوها قبل كأس العالم للأندية في المغرب التي ذهب إليها الهلال (كسيفًا) وعاد منها (وصيفًا)!.
ربما لن يكون من السيئ أن يعود الهلاليون إلى مرحلة الشك قليلًا، على الأقل للتخلص من آثار سباعية الدحيل التاريخية في نصف نهائي دوري أبطال آسيا، وما أعقبها من مديح وترشيح مبكر لتحقيق اللقب الآسيوي، وكأنه مسألة وقت، وكأن اليابانيين سيكتفون بالفرجة وتقديم أسمى آيات التهاني والتبريكات للاعبي الهلال وهم يحتفلون بالتتويج أمامهم وأمام جماهيرهم وفي عقر دارهم!.
لكن في المقابل لا يجب أن يفهم لاعبو الهلال أنَّ المرحلة التي تفصلنا عن نهائي آسيا هي مرحلة استجمام واسترخاء وترفيه يحق لهم فيها الانسحاب التكتيكي من سباق الدوري وتسحيب أقدامهم والتفريط بكل حظوظ الهلال في المنافسة على اللقب المحلي المسجل باسم الهلال في آخر 3 نسخ، فالحذر لن يمنع القدر، والخوف من الإجهاد والإصابات لا يبرر اللعب بتراخي وبرخاوة كما فعل معظم لاعبي الفريق أمام الوحدة في أول مواجهات العودة للمنافسات المحلية!.
خير الأمور أوسطها، وبين التهور والاستهتار شعرة يجب أن يدركها لاعبو الهلال الذين يتوجب عليهم أن يلعبوا برجولة لا بارتجال؛ حتى لا يترجلوا عن ركب المنافسة على لقب الدوري مبكرًا، فاللقب الآسيوي غير مضمون، وعلى الهلاليين ألا يضعوا كل البيض في سلة آسيا، وأن يكون الهدف في المرحلة المقبلة هي الاستعداد لنهائي آسيا مع الحفاظ على حظوظ الفريق في سباق الدوري وعدم فقدانها تمامًا قبل نهاية المهمة الآسيوية!.
* قصف
الهلال أجبر أولئك الذين اخترعوا عبارة (الآسيوية صعبة قوية) ورددوها أكثر من 18 سنة على أن يتبرؤوا منها، وأن يرددوا عكسها، والحقيقة هي أنَّها أصبحت سهلة على الهلال فقط؛ لكنها لا تزال على أولئك الذين لم يحققوها طوال تاريخهم.. صعبة قوية!.
يقولون إنَّ فصل الشرق عن الغرب سهَّل البطولة على الهلال، وأنساهم تعصبهم أنَّ الهلال حققها على حساب أبطال الشرق أوراوا وبوهانج؛ بينما لم تحظ فرقهم حتى بشرف الوصول إلى مرحلة مواجهة فرق الشرق!.
هناك أخطاء تحكيمية لا يمكن تبريرها ولا تمريرها في زمن تقنية الفيديو، هناك أخطاء (صافرة).. وهناك أخطاء (سافرة)!.
ذهبت المطبوعة البائدة إلى سلة مهملات التاريخ، لكنَّ (مخلفاتها) وجدت مكانًا آخر تمارس فيه تعصبها المقيت بمباركة رئيس تحرير صوري لم يعد يراهن عليه سوى المغفلين والحمقى!.
قميص الهلال نعمة عظيمة ربما تعود عليها بعض لاعبيه فنسوا أن يستشعروها، وبات عليهم أن يسألوا من فقدوا هذه النعمة، وعضوا أصابع الندم على عدم حفظها، والسعيد من اتعظ بغيره!.
الهلاليون يجب أن يفكروا من الآن بحارس أجنبي متميز يمكن أن يشعروا معه بالثقة والأمان بعد اعتزال المعيوف!.
مجددًا: القضايا الخارجية.. صعبة قوية!.
التعليقات