عنوان زاويتي تفاصيل صغيرة، وليس أكثر حميمية أو أدق من تفاصيل صغيرة أحكيها لكم عن رحلتي الأسبوعية لكتابة المقال. سأحكي لكم رحلة هذا الأسبوع.
منذ يومين وأنا أفكر عن ماذا سيكون مقالي التالي. ومن بعيد تشغلني هواجس من نوع، لماذا لم تنل مقالاتي الأخيرة، تحديداً منذ أسبوعين، لم تنل الاستحسان الذي توقعته. هل حان الوقت للتوقف أو أخذ إجازة. أطرد هذا الهاجس بسرعة، وأعود لأفكر، هناك الكثير من الأفكار، سأعدها لكم، انتهيت قبل عدة أيام من قراءة كتاب من أجمل الكتب التي قرأتها مؤخراً وهو كتاب ولكن قلبي للمبدع يوسف رخا، وبدأت فعلاً في قراءة ما كتب عن الكتاب وحوارات يوسف رخا. رأيت عدد الكتابات الجميلة التي كتبت عنه، وقدرت أنني لن أكتب بمثل ذاك الجمال فانصرفت لفكرة أخرى. كتاب آخر انتهيت منه البارحة وهو قصة الفن ل إرنست غومبرتش، وهو كتاب مشهور ومن أهم الكتب التي تقص تاريخ الفن منذ البداية، حتى تاريخ نشر الكتاب. لم تكن الفكرة أن أكتب عن الكتاب ولكن عن تغافله عن الكتابة عن الفن في عصر الحضارة الإسلامية. وبدأت رحلة البحث عن تاريخ الفن في العصور الوسطى والتي سماها الغرب عصور الظلام ثم تراجع عن التسمية. لم أكمل البحث وانصرفت لفكرة أخرى.
فكرت مثلاً أن أكتب عن فكرة التغريدة التي كتبتها قبل يومين والتي نالت تفاعلاً كبيراً وهذا هو نصها "لا أستطيع الاقتباس كمعظم الكتاب والمثقفين، أقصد لا أعرف كيف أستشهد عند كل فكرة أو عبارة أقولها بقول لكاتب مشهور. ليست لدي هذه الملكة. لا أحفظ ما أقرأ. أستوعبه جيدا ثم أنساه تماما." أردت أن أكتب عن الحفظ وأهميته، والنسيان، وكل ما يعنيه ذلك للكاتب وكيف يؤثر عليه سلبًا وإيجابًا، وبدأت أيضا بالبحث في الموضوع، ثم توقفت.
هناك أيضًا فكرة استكمال مقال الأسبوع الماضي والتحدث عن أمي التي كانت تعمل بالخياطة في صغري وكيف عرفني ذلك على أنواع الأقمشة، وأسماء الموديلات والقصات وزرع في حب الجمال والأناقة، لكن لأنها ليست عادتي أن أسلسل مقالاتي قررت أن أؤجل الموضوع لأسبوع آخر.
البارحة أمضيت أمسية جميلة مع صديقاتي في بيتي وكانت لمشاهدة فيلم تار الذي قامت ببطولته كيت بلانشيت وفكرت أيضاً أن أكتب عنه.
فكرة الكتابة عن بدر بن عبدالمحسن تراودني كل أسبوع، ولكني أخشاها، أخشى ألا أعرف كيف أعبر عن كل ما يمثله هذا الشاعر بالنسبة لي فأتناول فكرة أخرى.
هذه رحلتي هذا الأسبوع. وهي مثال عما يحصل كل أسبوع.
التعليقات