الفعاليات الثقافية التي تقام هنا وهناك، تشكل ثراء فكرياً ومعرفياً، وتنوعاً في الأنشطة المقدمة، حيث نلمس وجود جهات متعددة تساهم في ذلك، سواء كانت بمظلة رسمية من خلال المؤسسات الثقافية المعروفة، أو عبر قنوات أخرى خاصة كانت أو على شكل جمعيات، وهو من يتجه إليه بناء الأنشطة الثقافية من خلال مأسستها، وربما تشهد هذا التغيير الأندية الأدبية ذاتها التي تظل كما أشار ضيف صفحتنا الروائي عبدالله التعزي أنها - أي الأندية الأدبية - لا تزال تقدم أنشطتها بنفس الكيفية والنمطية منذ تأسيسها قبل 40 عاماً.

السؤال الذي يطرح نفسه، كيف يمكن لنا أن ننعتق من الشكل التقليدي في تقديم النشاط الثقافي، وهنا أقصد الثقافي عموماً، وليس فقط الإبداعي، أو النقدي، والمحاضراتي، خاصة أن الأخير لا يجد إقبالاً من أحد - سوى الندرة من ذوي الاختصاص - أو المهتمين.

أعتقد أنه يمكن ذلك بإضافة مؤثرات على العرض، يعني أن أقدم محاضرتي أو مادتي مصحوبة بعرض مرئي، وأن يشمل ذلك العرض بعض الفيديوهات أو الموشن غرافيك أو غيرهما من وسائل التأثير الحديثة.

أما على مستوى قراءة النصوص، فأعتقد أنه يتوجب علينا أن نتجاوز ذلك إلى الاستماع إلى نص أو نصين من تجربة المبدع، وأن تكون معروضة في عرض تقدمي، وبقراءة مؤثرة، ثم يأتي دور أحد النقاد أو قراء التجربة - للضيف المحدد - للحديث عن تجربته، ومناقشته من قبل الحاضرين، وربما يكون لدى قارئي أفكار أخرى أكثر فاعلية مما طرحت.