هل وسائل التواصل الاجتماعي والتقنية الحديثة سوف تؤسس لحياة جديدة، وبشر كونيين، تنتشر بينهم قيم مشتركة، وأفكار وقناعات واحدة، بمعنى هل ستلغي الهوية القومية أو الإقليمية للشعوب، من ناحية القيم والعادات والتقاليد، خاصة إذا ما عرفنا أننا أمام عالم افتراضي جديد يسمى: "الميتافيرس" الذي يتم تأسيسه حالياً والذي تسود التخوفات من أنه ربما يؤدي إلى خلق عزلة فردية تامة، ويقضي على نسبة كبيرة جداً من التواصل المباشر بين البشر، يعني سوف يستغني الأفراد في ظله عن علاقاتهم الاجتماعية الطبيعية، ويكتفون بالصداقات والعلاقات الافتراضية عبر "الميتافيرس" الذي يريد أن يجعل من الواقع الافتراضي واقعاً شبه حقيقي، ربما يأتي ذلك الوقت ونصبح قادرين على شم الروائح، والتعاطي مع المحسوسات بشكل شبه طبيعي من خلال هذا العالم الافتراضي الجديد.

ربما يعتبر البعض أن مثل هذا الكلام يعتبر ضرباً من الجنون، وأنه من المستحيلات، لكن نفس الحال حدث لمن لا يمكن أن يصدق أن يصبح لديك جهاز تتواصل من خلاله مع العالم أجمع وأي أحد من سكانه، سواء كأفراد أو مجموعات كما يحدث عبر السوشل ميديا، وأن تكوّن صداقات ربما لم تكن لتحدث لولا هذا التطور التقني المهول الذي نشهده اليوم.

لكن السؤال الأهم، ماذا عن حجم المخاطر الذي سوف يطال قيمنا وعاداتنا وأخلاقياتنا التي نؤمن بها، وهل سوف تحل مكانها قيم جديدة، توحد البشر، وسوف تسود أنظمة مرتبطة بالمنظمات الدولية لحماية البشر من بعضهم البعض لما قد يتعرضون له عبر هذه العوالم الافتراضية.

هي فقط أسئلة، ومساحة للتفكير بصوت مسموع أحببت أن افضفض بها لك عزيزي القارئ عبر فضاء معرفي نحرص أن نقدم من خلاله تساؤلات مفتوحة، ربما تجد الإجابات المناسبة ذات يوم.